أكّد مصطفى علاوي، رئيس جمعية الوحدة للإشراف وتسيير السوق النموذجي البشرى بخريبكة، أن "انتقال الباعة الجائلين من الشارع العام إلى السوق المذكور مرتبط بمدى استجابة المشروع للمواصفات المطلوبة لممارسة التجارة، ومدى نجاح الجهات المعنية في تحقيق المطالب وتوفير الشروط الضرورية التي يتطلّع إليها المستهدفون من المشروع". وأضاف المتحدث ذاته، في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء، بمناسبة تنظيم لقاء تواصلي بالمركب الثقافي لخريبكة، أن "جمعية الوحدة للإشراف والتسيير تشكّلت من ثلاث جمعيات تهمّ الباعة الجائلين، وسطّرت مجموعة من المطالب للانتقال إلى السوق النموذجي البشرى؛ من بينها تقديم طلب لفائدة السلطات من أجل تزويد المرفق بكاميرات المراقبة، بهدف تأمين السلع وحفظ الممتلكات". وأوضح رئيس الجمعية أن "الحديث الآن عن توزيع الأماكن داخل السوق النموذجي أمر سابق لأوانه، نظرا لعدم خروج المشروع إلى حيز الوجود في الوقت الراهن"، مستدركا أن "السلطات المعنية تعمل على قدم وساق لإتمام السوق النموذجي، متبنّية في ذلك المقاربة التشاركية مع الباعة الجائلين، من أجل إخراج مشروع في المستوى، خاصة من حيث النظافة والأمن والراحة وغيرها". وجاء في كلمة المتحدث ذاته أن "المشرفين على السوق النموذجي استجابوا لمجموعة من المطالب إلى حدود الساعة؛ من بينها تأهيل الأرضية التي كانت ترابية، وتزويد الأسقف القصديرية بطبقات من الإسفلت"، مشدّدا في الوقت ذاته على أن الباعة الجائلين سيتصدّون لكل من سولت له نفسه التلاعب بأموال المشروع أو إفشاله، إذ سيقف الباعة الجائلون حينها وقفة رجل واحد". وتجدر الإشارة إلى أن منظّمي اللقاء استغلوا المناسبة لتكريم الراحل سعيد الشعفي، رئيس جمعية 21 غشت للباعة الجائلين بالسوق القديم، واصفين إياه برمز التسامح والتعايش والأخلاق الحسنة، حيث تحوّل اللقاء في إحدى فقراته إلى مناسبة لتقديم العزاء لأسرة الفقيد؛ ما تسبّب في تأثر وبكاء أغلب الحاضرين، في الوقت الذي قدّم فيه المنظمون هدايا لوالدي المكرَّم، مؤكّدين أن زوجته ستكون أول المستفيدين من السوق النموذجي البشرى. وفي كلمة تناولها الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بخريبكة، أوضح وهو يذرف الدموع أنه "بالرغم من الصراع القائم بين التجارة المنظمة وبين الأخرى غير المنظمة، فإن سعيد الشعفي كان رجل الإنسانية بامتياز، ومحبّا للوحدة والحوار"، مضيفا أنه "ما كان للراحل أن يمارس أنشطته التجارية على قارعة الطريق لو نال حقه من البرامج القطاعية، أو حصل على نصيبه من خيرات البلاد وثروات المنطقة".