بعد سلسلة من الاحتجاجات التي خاضها في الآونة الأخيرة عدد من الباعة المتجولين بخريبكة، طالبت تنسيقية الوحدة للباعة الجائلين المسؤولين عن تدبير ملف الأسواق النموذجية ب"ضرورة التعجيل بإخراج المشروع الواقع بالحي السكني النهضة إلى الوجود، أو شدّ الرحال من مدينة خريبكة إلى العاصمة الرباط، من أجل إيصال صوتهم إلى ملك البلاد". وجاء قرار تصعيد الفرّاشة ضد السلطات المحلية والإقليمية خلال وقفة احتجاجية نظمها عدد منهم، اليوم الاثنين بساحة المسيرة وسط مدينة خريبكة، استجابة لنداء أطلقته تنسيقية الوحدة للباعة الجائلين، دعت من خلاله كافة المعنيين بالملف إلى المشاركة في الشكل الاحتجاجي، من أجل "التنديد بعدم تبنّي السلطات المعنية المقاربة التشاركية مع الجمعيات لحل ملف الباعة المتجولين، والمطالبة بإنشاء سوق نموذجي على غرار الأسواق النموذجية بطنجة وأكادير والبرنوصي". وبعد أن رفع المحتجون شعارات حول مغربية الصحراء والتفاف المغاربة حول العرش العلوي، ردّد المشاركون في الوقفة شعارات حول ملفهم المطلبي؛ من بينها "المشروع ناقشناه، وعلى الكرطون حطيناه، وفلوسو طرفتوها، وميزاتينو قسمتوها"، و"المطالب مشروعة، وعند المسؤولين مقموعة"، و"يا مسؤول سمع سمع، ما بقيتيش تاتخلع، ويلا بقيتي تاتقمع، الرمانة غادي تتفركع"، و"بني ملال وأكادير ووجدة فيها الأسواق، وخريبكة فيها الحكرة والشفرة والقَطرة والسلطة". وجاء في كلمات تعاقب عليها أعضاء التنسيقية المنظمة للوقفة تأكيدهم على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تحقيق مطالبهم، وفي مقدمتها التعجيل بإنجاز الأشغال بالسوق النموذجي بحي النهضة، مشيرين إلى أنه "إذا تعذّر على السلطات إنجاح المشروع، يُمكنهم اللجوء إلى حلول أخرى؛ من بينها تشغيل الباعة الجائلين في المكتب الشريف للفوسفاط، ومصالح بلدية خريبكة، وشركات تدبير قطاع النظافة". وأوضح أعضاء التنسيقية أن "الفرّاشة" لا يريدون إغلاق الأزقة والشوارع، ولا يرغبون في التضييق على المحلات التجارية الواقعة بوسط المدينة، ولا يبحثون عن الفوضى والبلبلة، ولا يحرضون على الاستمرار في ممارسة التجارية العشوائية؛ لكن في المقابل لا يقبلون الانتقال إلى سوق مسقف بالقصدير، وتنعدم فيه الشروط الملائمة لمزاولة الأنشطة التجارية، مستنكرين تأخر مدينة خريبكة في إخراج الأسواق النموذجية إلى حيز الوجود، مقارنة مع مدن أخرى قطعت أشواطا كبيرة في ذلك المجال. وأكّد سعيد الشعفي، نائب رئيس تنسيقية الوحدة للباعة الجائلين بخريبكة، في تصريح لهسبريس، أن المحتجين يبحثون عن الاستقرار، ويتمنون الاستفادة من المبادرة التي أطلقها ملك البلاد على الصعيد الوطني، من أجل تحسين ظروف اشتغال الباعة الجائلين؛ إلا أن المسؤولين عن الملف تأخروا في تسوية الملف، حيث بلغت مدة التماطل 6 سنوات، عن طريق تقديم وعود بقرب انتهاء المشروع، دون أن تتحقق الوعود إلى حدود الساعة". وكان أغلب "الفرّاشة" وسط مدينة خريبكة أسسوا، في أوقات سابقة، جمعياتٍ لتأطيرهم وتنظيمهم والدفاع عن مطالبهم، والدخول في حوار مع السلطات المحلية والإقليمية وباقي الجهات المعنية بملفهم، قبل أن تلتئم جمعية الكرامة للباعة الجائلين، وجمعية 21 غشت للسوق القديم، وجمعية التنمية لباعة السوق النموذجي البشرى، في تنسيقية واحدة تُسمى "تنسيقية الوحدة للباعة الجائلين بخريبكة". وفي الوقت الذي أكّد محمد عفيف، نائب رئيس بلدية خريبكة، أن المجلس الجماعي غير معنيّ بملف السوق النموذجي موضوع الاحتجاج، أوضح أحد المسؤولين بقسم العمل الاجتماعي بعمالة خريبكة أن السوق الذي يلقبه الباعة الجائلون ب"البشرى" لم يتم تحديد اسمه بشكل رسمي إلى حدود الساعة، مشيرا إلى أن المشروع يعرف في الوقت الراهن إنجاز أشغال التهيئة والتبليط الخارجي، حيث كان المجلس الإقليمي قد باشر الأشغال وفق تصميم مُعتمد على اللوائح القصديرية، قبل أن يُطلق عاهل البلاد مبادرة ملكية لتأهيل وتنظيم الباعة الجائلين، وفق تصميم معيّن على الصعيد الوطني. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الجهات المشرفة على المشروع وضعت الاعتمادات المالية الضرورية والميزانية المرصودة جاهزة ومتوفرة في الخزينة العامة، مشيرا إلى أن الصفقات المرتبطة بالأشغال في طور الإنجاز، حيث من المقرر أن يستفيد في نهاية المشروع حوالي 460 بائعا جائلا جرى إحصاؤهم في وقت سابق، منبّها إلى أن الإجراءات الجديدة المرتبطة بالأسواق النموذجية تؤكّد على ضرورة تكليف جمعية بتدبير وتسيير شؤون المرفق.