بعد مرحلةِ كُمون فرضتها ظروف خاصة، تستردّ الجمعية المغربية لعلم الاجتماع حضورها في الساحة؛ فبعد لقاء تواصلي جمع مسؤوليها وثلّة من الفاعلين والمهتمين بحقل علم الاجتماع قبل أسبوع، استهلّت الأسبوع الجاري بتنظيم حفل لتتويج الطلاب أصحاب أفضل بحوث جامعية في شعبة السوسيولوجيا، برسم السنة الدراسية الجامعية المنصرمة. وتروم الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، التي تأسست منذ عام 1973 على يد ثلّة من علماء الاجتماع المغاربة، أمثل محمد جسوس، وعبد الكريم الخيطيبي، وابن العربي، وبول باسكون..وآخرين؛ من خلال مبادرتها الجديدة، تحفيز طلاب علم الاجتماع على الاجتهاد أكثر، سواء في دراستهم، أو في إعداد البحوث الجامعية، لتكون ذات قيمة علمية. وعرفت مسابقة اختيار أفضل البحوث الجامعية لنيل شهادة الإجازة في علم الاجتماع المنظمة مساء الاثنين بالرباط مشاركة مكثفة من طرف طالبات وطلاب كل من جامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، إذ بلغ عدد البحوث المتبارية اثنين وسبعين بحثا؛ في حين يأمل مسؤولو الجمعية توسيع دائرة المشاركة مستقبلا لتشمل كافة الجامعات المغربية. وموازاة مع المنافسة العلمية بين عشرات الطالبات والطلاب المشاركين في المسابقة، كان الحفل المنظم من طرف الجمعية المغربية لعلم الاجتماع مناسبة لإبراز مواهب طلّاب شعبة علم الاجتماع في مجالات أخرى غير البحث العلمي، إذ أدّى عدد منهم وصلات موسيقية، "لإبراز أنّ الطلبة متفوقون، ليس فقط في دراستهم، بل في مجالات أخرى، كالفن والأدب وغيرهما..."، كما قال عمر بنعياش، نائب رئيس الجمعية. وتولّت عملية تقييم البحوث الجامعية التي تبارى أصحابها على الظفر بجائزة أفضل بحث جامعي لجنة تحكيم مُشكَّلة من أساتذة جامعيين من غير المشرفين على البحوث المشاركة. ووضعت اللجنة العلمية جُملة من المعايير لاختيار البحوث الفائزة، مثل أهمية الموضوع الذي تناوله البحث، والخلاصات التي توصل إليها الباحث، والمراجع، وغيرها. ورغم التنويه بجهود الباحثين المشاركين في المسابقة، إلا أن اللجنة أبدت جُملة من الملاحظات. من أبرز الملاحظات التي سجّلتها اللجنة العلمية، والتي سرَدها حسن احجيج، عضو الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، أنّ معظم الأبحاث تتسم بغياب الابتكار وعدم استعمال التقنيات الحديثة، كما أن الباحثين وجدوا صعوبة في الربط بين النظرية والبحث الميداني، فضلا عن عدم توثيق المراجع بمنهجية علمية، وغياب المراجع باللغات الأجنبية، إذ اعتمد الباحثون على المراجع المكتوبة باللغة العربية. كما أن الباحثين، حسب الملاحظات التي سجلتها اللجنة العلمية، لم يُولوا الإشكالية ما تستحقه من اهتمام. ولتجاوز النقائص التي سجلتها اللجنة العلمية، تعتزم الجمعية المغربية لعلم الاجتماع تنظيم ورشات تكوينية لفائدة طلاب شعبة علم الاجتماع؛ "وإن كانت هذه النقائص لا تقلل من أهمية البحوث".."كثير من الطلبة كانوا عاديين وصاروا متفوقين ومتميزين. وما نقوم به اليوم هو رد الاعتبار للسوسيولوجيا وللجامعة المغربية التي تزخر بطاقات واعدة.. ونأمل أن تحذو جامعات أخرى حذونا"، يقول عمر بنعياش.