انطلق اليوم الجمعة بالرباط يومان دراسيان (25 و26 يونيو الجاري) تنظمهما الجمعية المغربية لعلم الاجتماع بدعم من وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي. ويتمثل الهدف من تنظيم هذين اليومين في التعريف بالدراسات والأبحاث والرسائل والأطروحات الجامعية في مجال السوسيولوجيا خلال الثلاثين سنة الماضية (أزيد من خمسين عرضا)، وذلك لإبراز مدى حيوية الإنتاج السوسيولوجي الجامعي في المغرب، فضلا عن إحداث تعارف بين علماء الاجتماع بفضل تقديم نماذج تمثيلية حول أطروحاتهم مع مراعاة التنوع والاشتمال على معظم فروع علم الاجتماع. وأوضح نائب رئيس الجمعية عمر بنعياش أن هذا اللقاء يهدف أيضا إلى السماح برسم خريطة أولية للإنتاج السوسيولوجي بالجامعة المغربية واتجاهاته العامة، ويفصح عن المجالات التي اهتمت بها السوسيولوجيا أكثر من غيرها، والمجالات التي أهملتها أو انصرفت عنها لأسباب ذاتية أوموضوعية. واعتبر أن علم الاجتماع المغربي تناول كثيرا من القضايا والموضوعات، وركز على أهم القطاعات والفئات والطبقات ورصد مختلف مشاكل المجتمع المغربي في الوسط القروي والحضري، وأتاح كثيرا من أسباب التحليل والفهم قائلا "لذلك فنحن نغذي آمالا كبيرة في إنشاء مرصد جامعي للبحث السوسيولوجي، آملين أن يشكل هذا المرصد مدخلا لتمهين السوسيولوجيا وإخراج قانون منظم لممارستها". وبخصوص دور الجمعية، أشار إلى أهمية التعريف بالمتن السوسيولوجي المغربي، ذلك أن كثيرا من الرسائل والأطروحات لم تجد طريقها إلى النشر، برغم أهميتها ومستواها الأكاديمي الجيد، مما يجعلها تموت موتا بطيئا ملفوفا بالنسيان، كما قال إن الرغبة في الدفع بعلم الاجتماع إلى الأمام هي التي "جعلتنا نخرج من انتظاريتنا ونعمل على إعداد دليل مهني للسوسيولوجيين المغاربة بأسمائهم وصورهم وتخصصاتهم وعناوينهم الإلكترونية، وهو أيضا ما دفعنا إلى تأسيس موقع للجمعية على الشبكة العنكبوتية". وقال إنه بالنظر إلى الطبيعة المتداخلة للسياقات المعرفية المجاورة للسوسيولوجيا، فإن الجمعية تطمح في المستقبل القريب، إلى تنظيم ندوة وطنية كبرى يتم فيها التحاور حول موضوع العلاقة بين علم الاجتماع والعلوم الأخرى المتقاطعة معه من علم جغرافيا وعلم اقتصاد وانتروبولوجيا وعلوم تربية وإحصاء وعلم المستقبليات وعلم النفس الاجتماعي واللسانيات الاجتماعية والتاريخ والهندسة المعمارية ...وباقي العلوم الإنسانية. وبعد أن ذكر بنضالات الجمعية المغربية لعلم الاجتماع، التي تأسست في يناير 1973 بهدف توحيد علماء الاجتماع المغاربة وتشجيع الدراسات الاجتماعية، قال إن "الملفت للنظر هو أن الطلبة ظلوا، بالرغم من ضيق الأفق وانسداد الأبواب، يقبلون على الانتساب لشعب علم الاجتماع أينما توفرت، منعشين بذلك الأمل في قدوم يوم يسترجع فيه هذا العلم مكانته اللائقة به في المجتمع". وبعد أن ذكر بأحد مؤسسي الجمعية الراحل عبد الكبير الخطيبي الذي كان علما من أعلام الفكر والأدب البارزين، اعتبر أن دعم وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي يعد مؤشرا إيجابيا على التحول المهم في التعاطي مع علم الاجتماع والفكر عموما خلال السنوات المنصرمة. للإشارة يتضمن برنامج اليومين الدراسيين ورشات حول سوسيولوجيا النوع الاجتماعي، والسوسيولوجيا القروية، والسوسيولوجيا السياسية، والسوسيولوجيا الاستعمارية، وسوسيولوجيا التنمية، والسوسيولوجيا الحضرية، وسوسيولوجيا الثقافة والإعلام، وسوسيولوجيا القبيلة، والسوسيولوجيا الدينية، وسوسيولوجيا التربية، وسوسيولوجيا الاقتصاد والمقاولات، وسوسيولوجيا الجريمة والانحراف، ومواضيع مختلفة.