رسوم عملاقة تكرم المرأة والطفل والكهل، في أشكال تمزج بين الواقع والخيال، شارك فيها خمسة فنانين مغاربة وأجانب، زيّنت واجهات بنايات العاصمة الاقتصادية، وبثت الروح في جدران سكنها الغبار. هذا الحدث الفني، المنظم من طرف شباب "كازا موجة"، الذي تحتضنه الدارالبيضاء على مستوى منطقة العنق، وشارع إبراهيم الروداني، وشارع المقاومة، اختلفت مضامينه حسب اختيارات الرسامين. وعلى الرغم من تنوع اللوحات الجدارية بين تيمات المرأة والطفل والرجل الكهل، يقول منسق المشروع محمد البلاوي: "لم نفرض أي تيمة أو مواضيع معينة على الفنانين المشاركين، لكنهم توحدوا في تنسيق الألوان"، مشيراً إلى أن اختيار اللون الرمادي في إحدى الجداريات يدل على رمزية التلوث في المدينة الاقتصادية. وأبرز المتحدث ذاته أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو تقريب فن الرسم من المواطنين، وإخراجه من المعارض إلى الفضاء العام، باعتباره فنا ينتمي إلى باقي فنون الشارع، وزاد: "كما نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة العالمية في المغرب، والتي ولدت في الشارع". وعن اختيار بعض الشوارع دون أخرى، يوضح المتحدث ذاته: "لم نشتغل أبداً بمنطق التمييز بين أحياء راقية وأخرى مهمشة..على العكس تماماً، طرقنا مختلف الأبواب..هناك من تجاوب مع التظاهرة، وأحياء أخرى فضلت منح واجهاتها للإشهارات، لكسب المال". في مقابل ذلك، يسترسل البلوي: "تفاعلت أحياء أخرى مع الجداريات بشكل إيجابي، وعبرت عن إعجابها بها قبل الانتهاء منها". وتحتفي جداريات البيضاء بالثقافة المغربية في قلب الفضاء العام، عن طريق تزيين جدران العاصمة الاقتصادية بلوحات عملاقة مستوحاة من عدة ثقافات، مع إحياء التراث الشعبي التاريخي والمعاصر. ووزعت اللوحات العملاقة على طول شارع العنق بتوقيع الفنان "نورمال"، وعلى جداريات شارع المقاومة أبدع الفنان "إيد بازيك وماشيما"، و"يان شاتلان" على طول شارع الروداني. وأثبت الجدريات الحديثة أن "فن الشارع" مدرسة قائمة الذات في المغرب، وأن المبدعين المغاربة يستطيعون الاشتغال على جدريات كبيرة المساحة، وليس فقط ذات المساحات الصغيرة".