للسنة الرابعة على التوالي، تحتضن الدارالبيضاء من اليوم الأحد إلى غاية 22 أكتوبر الجاري، فعاليات فنية تزين واجهات البنيات وتجدد أسوار وجدران بيوت الأحياء القديمة برسوم عملاقة تبث الروح في جدران سكنها الغبار. هذا الحدث الفني، المنظم في إطار تظاهرة "الصباغة باغا"، التي كانت جزءا من مهرجان موسيقى "البولفار"، قبل أن تصبح مهرجانا قائما بذاته، "يلون العاصمة الاقتصادية بجداريات ولوحات فنية مستوحاة من الثقافتين الأندلسية واللاتينية، من خلال مشاركة فنانين من إسبانيا والمكسيك، وملاءمتها مع الثقافة المغربية"، حسب المدير الفني للتظاهرة، مبرزا أن "المهرجان جعل مجال الإبداع مفتوحا أمام الفنانين دون تقييدهم بمواضيع معينة". وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو "تقريب فن الرسم من المواطنين، وإخراجه من المعارض إلى الفضاء العام، باعتباره فنا ينتمي إلى باقي فنون الشارع"، وزاد: "كما نسعى إلى ترسيخ هذه الثقافة العالمية في المغرب، والتي ولدت في الشارع". وتابع المدير الفني للتظاهرة: "هذه الجداريات التي تشمل أحياء سيدي البرنوصي والفداء، ودرب السلطان والحي المحمدي، تسعى إلى تقديم جماليات مختلفة ومتعددة، وفتح النقاش مع المتلقي حول جمالياتها". وعلى مدى ثمانية أيام، تعرف الدورة الجديدة للتظاهرة تقديم عروض حية ومباشرة، بمشاركة العديد من المبدعين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم الفنان الإسباني نانو نانو، والفنان المكسيكي سيكس، والمغربي فؤاد عبيد، إلى جانب تنظيم عروض فنية يقدمها عدد من الفنانين ب"تكنوبارك"، وتشرف عليها مجموعة "سكفكف". وتعرف النسخة الجديدة من "الصباغا باغا" مقاربة أنتروبولوجية لفن "الغرافيتي" من خلال إطلاق مشروع "وصفات الغرافيتي" المقترح والمسيّر من قبل الفنانة الإسبانية البرشلونية مارينا مونسونيس، وهو المشروع الذي يتكون من بحث حول أسماك منطقة البيضاء والوصفات والآليات والوسائل لصيد السمك المحلي، حسب البلاغ نفسه. وسيتم إطلاق مسابقة تنافسية في فن "الغرافيتي" على هامش انعقاد الدورة، وهي مسابقة مفتوحة أمام جميع المبدعين المعنيين بهذا الفن، الذين سيتنافسون أمام جمهور شغوف ولجنة تحكيم عالمية، وذلك يومي 21 و22 أكتوبر الجاري.