ابعد منعهم في أكثر من مناسبة، تجمّع العشرات من النشطاء الحقوقيين مساء الخميس أمام مقر البرلمان بالرباط، في وقفة تضامنية مع الحراك الشعبي بالحسيمة ومطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفيته، في سياق ما أطلقوا عليه أسبوع التضامن النسائي، الذي دعت إليه "نساء مغربيات واقفات ضد الاعتقال السياسي". وتعد هذه الخطوة الاحتجاجية الثالثة في ظرف أقل من شهر، بعد الوقفة التي كان من المزمع تنظيمها يوم الثامن من الشهر الجاري، إلا أنها ووجهت بالمنع والتدخل الأمني أمام مقر البرلمان، بغرض "التأكيد على انخراط النساء الواعي والجاد في حراك الريف، والتضامن مع عائلات المعتقلين والمعتقلات"، فيما نفذ عدد منهم اعتصاما شكليا وإضرابا عن الطعام لمدة 12 ساعة أول أمس الأربعاء داخل مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعاصمة. وحمل المحتجون صورا للمعتقلة الريفية سيليا الزياني، مطالبين بالإفراج الفوري عنها وعن باقي معتقلي الحراك الشعبي بالحسيمة، بجانب أعلام أمازيغية ولافتات احتجاجية كتب عليها "لا لتخوين الريف" و"لا لتسخير الإعلام العمومي ضد الحراك الشعبي" وأيضا "الاستبداد يعمم القمع فلنعمم التضامن" وكذا "عاش الشعب ولا عاش من خانه"، بجانب شعارات مطالبة بالحرية والكرامة ومنددة بالسياسات الرسمية في مجال حقوق الإنسان. خديجة الرياضي، الناشطة الحقوقية، قالت إن الشكل الاحتجاجي يأتي للتضامن مع "الحراك والانتفاضة في منطقة الريف والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، خاصة أنهم في إضراب مفتوح عن الطعام بشكل يهدد حياتهم"، مشيرة إلى أن الوقفة تأتي بالتزامن مع الاحتجاجات التي دعا إليها نشطاء الحراك الريفي بالحسيمة في سياق مسيرة "20 يوليوز". وتابعت الرياضي، في تصريح لهسبريس، قولا إن التضامن من العاصمة الرباط يصل إلى الحسيمة "ننضم إلى حراك بالريف ضد التهميش والفساد والاستبداد ولأجل الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية"، مشيرة إلى ما وصفته "التضامن مع كافة الحركات الاحتجاجية الأخرى، خاصة في وزان بعد تعرض نساء لتعنيف همجي خرجن للمطالبة بحقهن في الماء". أما الطيب مضماض، الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فبث في تصريحه لهسبريس أبرز الرسائل من وراء هذا الاحتجاج بالقول إنه يأتي "احتجاجا ضد الحكرة والتهميش والتفقير والاعتقال السياسي والاعتداءات الهمجية التي تطال النشطاء والمحتجين في الريف والحسيمة"، مضيفا "نعبر لساكنة الحسيمة ومنطقة الريف ولكل المغاربة عن تضامننا معهم، بمن فيهم المحتجين في مدن مغربية ضد التهميش". وفي تعليق منه على مسيرة أمس بالحسيمة، أورد الناشط الحقوقي قائلا "ندين الاعتداء الهجمي والتدخل السافر الذي طال محتجين قبل انطلاق مسيرة الحسيمة، التي شهدت اعتداءات في حق الوافدين والنشطاء منذ صبيحة يوم الخميس"، مضيفا "نقول للمخزن إن الشعب لن تقهره بقمعك فهو مستمر في نضاله من أجل مغرب الكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان".