داخل مقر فرع الرباط للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يعتصم عدد من النشطاء الحقوقيين، ضمنهم نساء، منفذين بالموازاة مع ذلك إضرابا احتجاجيا عن الطعام تضامنا مع معتقلي الحراك الشعبي بالريف ممن أعلنوا خوضهم معركة الأمعاء الخاوية بالرغم من نفي مندوبية السجون. وسط النشطاء توجد الشابة شيماء التي قالت لهسبريس إنها دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام، منذ 17 يوليوز الجاري، "تضامنا مع محنة المعتقلين ومطالبة بالإفراج الفوري عنهم، خاصة الناشطة سيليا الزياني"، فيما ترافقها ناشطات أخريات داعين إلى المبادرة الاحتجاجية تحت يافطة "نساء مغربيات واقفات ضد الاعتقال السياسي". وتعد هذه الخطوة الاحتجاجية الثانية في ظرف عشرة أيام، بعد الوقفة التي كان من المزمع تنظيمها يوم الثامن من الشهر الجاري، إلا أنها ووجهت بالمنع والتدخل الأمني أمام مقر البرلمان، ضمن ما وصفته ناشطات مدنيات وحقوقيات "أسبوع التضامن النسائي" بغرض "التأكيد على انخراط النساء الواعي والجاد في حراك الريف، والتضامن مع عائلات المعتقلين والمعتقلات". محجوبة كريم، ناشطة حقوقية إحدى المعتصمات بمقر فرع "AMDH"، قالت إن الخطوة تأتي "من المناضلين والمناضلات الذين منعتهم ظروف قاهرة واستثنائية من التنقل إلى الحسيمة لتأدية الواجب النضالي"، وترمي إلى "التضامن مع المعتقلين السياسيين، ومن ضمنهم الناشطة سيليا، بالسجون المغربية"، مضيفة في تصريح لهسبريس: "نعتبرهم أبرياء، ونطالب بالإطلاق الفوري لسراحهم". وعبّرت كريم، وهي تحضن صورة للناشطة سيليا، عن مطلبها بضرورة استجابة الدولة لمطالب حراك الريف بالحسيمة، عبر "إيجاد حل واقعي يتضمن الحوار الجاد والإفراج عن كافة المعتقلين، وتحقيق مطالب ساكنة الحسيمة والشعب المغربي التي هي الحرية والكرامة والمشاريع التنموية التي توفر العيش الكريم". أما كمال وسطاني، ناشط في الحركة الثقافية الأمازيغية، فاعتبر، في تصريح لهسبريس، أن الخطوة "اعتصام إنذاري ستتبعه أشكال نضالية تصعيدية"، وتأتي "تضامنا مع المعتقلين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام، بينهم الناشط الأبلق الذي وصل إلى اليوم 21 من معركة الأمعاء الفارغة ونقل إثر ذلك اليوم إلى المستشفى في ظرفية صحية متدهورة وحرجة"، مشددا على أن تصعيدا احتجاجيا سيتم تنفيذه في القادم من الأيام "حتى إطلاق سراح المعتقلين"، وفق تعبيره.