تناولت الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوروبا الغربية التحدي الانفصالي بإقليم كاتلونيا والمفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بخصوص البريكزيت بالإضافة إلى عدد من المواضيع المحلية المتنوعة. ففي ألمانيا، تركز اهتمام الصحف على الجولة الثانية من المفاوضات ببروكسيل بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول خروج المملكة من الاتحاد وتحديد تفاصيل عملية الانفصال . وعبرت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) في تعليقها بأن وضع بريطانيا أفضل حالا اليوم بعد الاستفتاء على سحب عضويتها من الاتحاد الأوروبي إلا أن هذا الخروج أحيا الخلاف حول السيادة على جبل طارق وأصبح في الواجهة. بالمقابل، اعتبرت الصحيفة أن رئيسة الوزراء ماي لم تعد قوية منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها المملكة المتحدة مضيفة ان ماي تواجه مفاوضات صعبة مع الاتحاد الأوروبي وحتى مع المعارضة في بلادها. من جهتها كتبت صحيفة (باديشه تسايتونغ) أن الحكومة البريطانية في خلاف حول الشروط التي وضعها المفاوضون بالاتحاد الأوروبي لخروج المملكة من الاتحاد ، وذلك في الوقت الذي ترغب فيه لندن في خروج مرن لكن ، تقول الصحيفة ، قضية الاستفتاء في جبل طارق يطرح هو الآخر العديد من المصاعب . وكانت لصحيفة (هاندلسبلات ) وجهة نظر مماثلة ، إذ ترى أن الاتحاد الأوروبي سهل عليه ممارسة الضغط على بريطانيا في هذه المفاوضات التي تقودها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مشيرة إلى أن على ماي ألا تتوقع مفاوضات مرنة من جانب دول الاتحاد الأوروبي . وذكرت الصحيفة ان الاتحاد الأوروبي كان قادرا على وضع مطالب مالية تقدر بمائة مليار أورو ككلفة تؤديها بريطانيا على خروجها وهو ما سيجعلها تواجه تحديات هائلة، معربة عن شكوكها في قدرة القادة السياسيين في لندن على مواجهة هذه التحديات. وفي فرنسا، تناولت الصحف انطلاق أمس الاثنين لدورة جديدة من مفاوضات بريكزيت، حيث أشارت " ليبيراسيون "إلى أن تكلفة الخروج من الاتحاد، وموضوع إيرلاندا الشمالية، والقضايا القانونية، ووضع الجالية الأوروبية، مواضيع تزيد من حدة التوتر بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وفي مقال تحت عنوان " بريكزيت : مفاوضات بخطى صغيرة " أكدت (لوفيغارو) أن البريطانيين بدوا مترددين أمس الإثنين في ثاني موعد لهم مع الأوروبيين. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي قد أحرق جميع أوراقه و"خطوطه التوجيهية"، وتوجهاته ولم يكشف لحد الآن عن أي أمر جدي. وفي بريطانيا، ركزت الصحف على زيارة الأمير ويليام وعقيلته كيت إلى برولونيا، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكذا مفاوضات البريكزيت. وتوقفت يومية (تايمز)عند زيارة الأمير ويليام إلى وارسو في إطار جولة تستمر لخمسة أيام، مضيفة أن هذه الجولة تتزامن مع الجولة الثانية من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيث يشكل هذا الخروج بالنسبة للمملكة المتحدة أهمية خاصة بالنسبة لبولونيا حيث أن حولي مليون بولوني يقيم في بريطانيا. من جانبها، سلطت (فاينانشل تايمز) الضوء على الجولة الجديدة من المفاوضات حول البريكزيت التي بدأت ببروكسل حيث التقى الوزير البريطاني المكلف بالبريكزيت ديفيد ديفيس المفاوض الأوروبي ميشيل بارنيي. وأضافت الجريدة أن الفريقين سيلتقيان على مستوى مجموعات العمل إلى غاية الخميس المقبل على أن تنتهي في أكتوبر 2018 من أجل المصادقة على الاتفاق النهائي من قبل جميع الأطراف المعنية في ربيع 2019. وفي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالتحدي الانفصالي لإقليم كاتالونيا، حيث أكدت (إل باييس) على استقالة رئيس جهاز الشرطة الكاطالوني ألبير باتل تحت ضغط الانفصاليين الذين عينوا مكانه بيري سولير أحد مؤيدي الانفصال. واعتبرت (إل موندو) أن المدير العام الجديد لجهاز الشرطة الكاتالاني كان قد صرح مؤخرا أن تنظيم الاستفتاء حول استقلال كاتالونيا المتوقع في فاتح أكتوبر أمر " لا مفر منه ". من جهة أخرى، أشارت اليومية إلى أن جبهة الانفصاليين التي تقود الحكومة المشكلة بالأساس من الحزب الديمقراطي الأوروبي لكاتالونيا للرئيس كارلس بيغديمونت واليسار الجمهوري الكاتالاني، ونائب رئيسه أوريول خوانكيراس تقوم بتعبئة مناضليها من أجل " ثورة مواطنة " لفائدة الاستفتاء من أجل الاستقلال. أما جريدة (لاراثون) فأكدت أن النيابة العامة تعتزم التحرك بسرعة ضد الحكومة الكاتالانية إذا ما أصرت هذه الأخيرة على اقتناء صناديق الاقتراع لتنظيم استفتاء غير قانوني، مؤكدة أن النيابة العامة ستلاحق الحكومة بتهمة الاعتداء على ممتلكات الغير خلال ال 24 ساعة المقبلة. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بحرائق الغابات التي تصيب شمال ووسط البلاد وإعادة إدماج قادة الجيش الذين تم توقيفهم عقب سرقة تجهيزات عسكرية من إحدى المخازن. وكتبت (بوبليكو) أن الحرارة والرياح أدت إلى اندلاع حرائق قوية مشيرة إلى أنه بعد تراجع هذه الأخيرة خلال الصباح، تحولت هذه المناطق إلى جحيم. من جانبها، نقلت (دياريو دي نوتيسياس) أن رئيس القيادة العامة للجيش روفيسكو دوارتي قرر أمس الإثنين إعادة إدماج القادة الخمس في مناصبهم والذين تمت إقالتهم مؤقتا من أجل عدم التأثير على التحقيق الداخلي بخصوص سرقة تجهيزات عسكرية بخزن طانكوس. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف اليوم الثلاثاء، بعدم قدرة أوروبا على تدبير تدفق المهاجرين وتفشي ظاهرة السمنة في وسط البلجيكيين الشباب. وكتبت (لاليبر بلجيك) أن كثافة تدفق الهجرة في اتجاه أوروبا خلقت نقاشا حول موضوع " عوامل الجذب". وأوضحت أنه أمام التدفق الكبير للمهاجرين، تطالب إيطاليا بتضامن أوروبي أكبر وعليها تقديم هذا الأسبوع قواعد السلوك للمنظمات الغير حكومية التي تعمل في المتوسط " مضيفة أن الاتحاد الأوروبي " يعول كثيرا على تعاونه مع ليبيا، التي يوجد في حالة انهيار ". وتناولت (لوسوار) تحت عنوان " شاب فرونكفوني من بين عشرة يعاني من السمنة " مشكل السمنة، مشيرة إلى دراسة أنجها معهد الصحة العمومية للجامعة الحرة لبروكسل والتي كشفت أن 47ر17 في المائة من الشباب ما بين 10 و20 سنة يعانون من الزيادة في الوزن في صفوف الجالية الفرنسية ببلجيكا و1ر6 في المائة يشتكون من السمنة.