واصلت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا الغربية تعليقاتها على تداعيات أزمة البيض الملوث في أوروبا، والتحدي الانفصالي في إسبانيا، ومسلسل البريكزيت وأزمة اللاجئين بحوض المتوسط بالإضافة إلى عدد من المواضيع المتفرقة. ففي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها بأزمة البيض الملوث وكذا مستقبل العلاقات البريطانية الأوروبية بعد البريكزيت. وركزت (لاليبر بلجيك) على رد فعل الوكالة الفدرالية البلجيكية لسلامة السلسلة الغذائية والتي ، وتحت ضغط الانتقادات لافتقادها للتواصل حول فضيحة البيض الملوث، وصفت تصريحات وزير البيئة الوالوني للانتقال الإيكولوجي كارلو دي أوندونيو الذي اتهم الوكالة بعرقلتها لانتقال إيكولوجي غذائي في ولونيا، بالصور النمطية. من جانبها، وصفت (لوسوار) الوكالة بالمؤسسة " الغير محبوبة والغير معروفة " والتي تعرضت لانتقادات قبل أسبوعين بسبب انفلات آلاف من البيض من رقابتها، وكذا تأخرها في التواصل بخصوص هذه القضية، مشيرة إلى أن هذه السياسة تشجع الزراعة الرأسمالية التي تقتل المزارعين الصغار. وفي موضوع آخر، علقت (لاديرنيير أور) على اقتراح لندن من أجل انتقال جمركي بعد البريكزيت " مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية لا تريد المخاطرة ببريكزيت مفاجئ، في وقت ترفض فيه الاتحاد الأوروبي الدخول في هذا النقاش قبل التوقيع على اتفاق جزئي حول العناصر الثلاث الأكثر حساسية في عملية الخروج والمتمثلة في وضعية المواطنين، كلفة الخروج، والحدود الإيرلاندية. وفي إيطاليا، واصلت الصحف اهتمامها بأزمة المهاجرين، حيث كتبت صحيفة "إلصولي 24 أوري" أن وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي أعلن أن بوادر حل ازمة المهاجرين التي تعاني منها بلاده بدأت تلوح في الأفق. ونقلت الصحيفة عن مينيتي قوله، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس، إنه يرى "ضوء في نهاية نفق" الأزمة الناجمة عن التدفق الجماعي للمهاجرين إلى السواحل الإيطالية منذ نحو أربع سنوات. وأضاف أن تدفق المهاجرين كان ولا يزال وسيبقى ظاهرة تاريخية ترخي بظلالها على العصر الحالي، موضحا أنه لمواجهة هذا الوضع سطرت بلاده هدفها المتمثل في التحكم" في أعداد المهاجرين. وحذر الوزير الإيطالي أن ليبيا تشكل "الحدود الجنوبية لأوروبا" والتي قد يمر عبرها مقاتلون سابقون في تنظيم "الدولة الإسلامية" طردوا من الموصل والرقة. من جانبها تطرقت صحيفة "الميساجيرو "إلى عثور شرطة روما ليلة أمس الثلاثاء، على بقايا جثة سيدة ملقية في قمامة بأحد شوارع العاصمة الإيطالية. وكانت الشرطة الإيطالية قد تلقت شكاية تفيد باختفاء سيدة في ظروف غامضة في غشت 2015 ، حيث قامت بفتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادث وفك لغز الاختفاء . أما صحيفة "لاريبوبليكا" فقد ذكرت، في موضوع آخر، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثار عاصفة جديدة من الاستنكار عمت الولاياتالمتحدة الثلاثاء بتأكيده على أن مسؤولية أعمال العنف التي هزت شارلوتسفيل تقع على "كلا الطرفين". و أضافت الصحيفة ان ترامب ألقى خلال مؤتمر صحافي عقده في برجه "ترامب تاور" بنيويورك، بالمسؤولية على أنصار اليمين المتطرف والمؤمنين بنظرية تفوق العرق الأبيض الذين تجمعوا في هذه المدينة الصغيرة بولاية فيرجينيا، والمتظاهرين الذين تجمعوا للتنديد بهم. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالتحدي الانفصالي في كاتالونيا حيث كتبت (إل باييس) أن البرلمان الكاتالاني سيجتمع اليوم من أجل إحياء المسلسل الانفصالي على الرغم من أنه لن يناقش القانون حول الاستفتاء الذي يشكل النقطة الأكثر جدلا. من جانبها، استبعدت الحكومة المركزية التي وعدت بمنع تنظيم استفتاء الفاتح من أكتوبر، تضيف الجريدة، إمكانية اللجوء إلى الفصل 155 من الدستور الذي يسمح للحكومة المركزية التحكم المباشر في إقليم مستقل إذا ما تصرف هذا الأخير ضد القانون. أما جريدة (إل موندو)، فأكدت تحت عنوان " البرلمان الكاتالاني يتحدى الدولة والحزب الشعبي يتخلى عن الفصل 155 "، أن برلمان كاتالونيا الذي يسيطر عليه الانفصاليون سيطلق اليوم إجراء فك الارتباط على الرغم من أنه يبقى مرتبطا بقانون الاستفتاء. ونشرت (لاراثون) نتائج استطلاع للرأي أظهر أن غالبية الكاتالانيين مقتنعون بأن المحكمة الدستورية الإسبانية ستوقف المخطط الانفصالي الذي وضعه الرئيس الكاتالاني كارلس بيغديمونت. كما أشارت إلى أن 6ر48 في المائة من الكاتالانيين يعترضون على انفصال إقليمهم مقابل 5ر41 من المؤيدين. وفي فرنسا شكل موضوعا عزم الحكومة إصلاح نظام عقود العمل المدعمة التي تجاوزت الثلاثين سنة ومسلسل البريكزيت أهم اهتمامات الصحف الفرنسية. وكتبت (لوفيبغارو) أنه بالتصدي للعقود المدعمة، ومناصب الشغل المستقبلية وباقي العقود الفريدة الموجهة للشباب، يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إحداث قطيعة مع سابقيه الذي استعملوا بدون تعديل هذه العقود المدعمة بالأموال العمومية (3 مليار في 2016) من أجل التقليص من البطالة. وفي موضوع آخر، وتحت عنوان " المملكة المتحدة تريد أن تسير بخطى أسرع من البريكزيت "، أكدت ليبيراسيون أن الحكومة البريطانية تريد الخروج من الاتحاد الأوروبي دون أن تفقد الامتيازات التي يقدمها، مشيرة إلى أن الوزارة المكلفة بالبريكزيت نشرت وثيقة تشرح فيها مواقفها بشكل واضح. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالبريكزيت وإحداث صندوق لإحياء ذكرى الرضيع البريطاني شارلي غارد الذي توفي الشهر الماضي بعد وقف أجهزة التنفس الاصطناعي. وأبرزت (الفاينانشل تايمز) الاقتراح الذي تقدمت به الحكومة البريطانية والذي يهم الحدود بين إيرلاندا وإيرلاندا الشمالية بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي حيث كتبت نقلا عن بلاغ للوزارة المكلفة بالبريكزيت " لدينا مبادئ واضحة جدا. أولويتنا التوصل إلى تفاهم حول غياب البنيات الحدودية والتي ستشكل عودة للنقط الحدودية التي كانت في السابق وهو أمر غير مقبول من قبل بريطانيا ". وترى (الديلي تلغراف) أن الحكومة البريطانية اقترحت على الاتحاد الأوروبي " شراكة جمركية جديدة " ستمكن من إلغاء الحدود بين المملكة المتحدة وإيرلاندا، أو اتفاقا جمركيا الذي يمكن أن يتضمن حذف التصريح بدخول أو خروج السلع واتفاقيات تجارية خاصة مع إيرلاندا الشمالية. أما (الغارديان)، فبقد سلطت الضوء على الصندوق الذي تم إحداثه إحياء لذكرى الرضيع البريطاني شارلي غارد الذي توفي في يوليوز بعدما أوقف الأطباء أجهزة التنفس الاصطناعي، بعد إصابته بمرض نادر جعله يكسب تعاطفا كبيرا عبر العالم. وقد خاض والدا شارلي، تضيف الجريدة، معركة قضائية خلال خمسة أشهر من خلال رفع دعوى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من أجل الاعتراض على وقف الحفاظ على حياة الطفل، والذي أوصى به الأطباء. وفي كل مرة كانت المحكمة تحكم لصالح المستشفى، مما دفع الأبوين إلى تنظيم بالموازاة مع ذلك، حملة لجمع تبرعات لتمكين رضيعهما من الاستفادة من معالجة تجريبية بالخارج تم خلالها جمع أزيد من مليون جنيه إسترليني.