قال محسن لزرق، رئيس الجمعية المهنية لصناعات السيراميك، إن المصنعين والمستوردين للسيراميك اتفقوا على حل بشأن ما بات يعرف بإغراق السوق المغربية بالسيراميك الإسباني، الذي كلف المصنعين المغاربة خسائر جعلتهم يلجؤون إلى وضع شكاية لدى سلطات التجارة الخارجية. وأوضح لزرق، في تصريح لهسبريس، أن الاتفاق سيوقع قريباً لإنهاء هذا الخلاف الذي استمر التفاوض حوله أكثر من ستة أشهر، وبعد أكثر من سنة من وضعهم شكاية لدى الوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية لفتح تحقيق في الموضوع. وقال لزرق إن "السوق المغربي يعرف منذ ثلاث سنوات إغراقاً حقيقياً للسيراميك الإسباني بأثمنة أقل من التكلفة الحقيقية"، حيث يباع بثمن يتراوح ما بين 2 و3 يورو للمتر مربع، فيما يباع السيراميك المغربي بأقل من 50 درهماً للمتر مربع. المصنعون المغاربة يرون أن الزليج الإسباني الذي يتم استيراده لا يضمن جودة جيدة، وأن 40 في المائة منه لا تستجيب للمعايير المغربية الخاصة بالزليج. لكن بما أنه يُسوّق بثمن أقل، فإن عليه إقبالاً أكثر من المنتوج المغربي. وأوضح لزرق أن هذا الأمر "جعل الصناعة المغربية للزليج تتضرر بشكل كبير، وبالتالي التأثير على نسبة التشغيل في الشركات العاملة في القطاع، الذي تصل فيه اليد العاملة إلى أكثر من 3500، إضافة إلى استفادة الآلاف من الأسر بشكل غير مباشر". وأشار لزرق إلى أن "إسبانيا كانت تشتكي من إغراق أسواقها بالمنتوج الصيني، واتخذت إجراءات عملية ضد ذلك، لكن منتوجها من السيراميك بات يغرق السوق المغربي بشكل جعل المهنيين المغاربة يعلنون الحرب ضده، لكن اليوم باتوا قاب قوسين من اتفاق قد يخفض نسبة الاستيراد من إسبانيا للحفاظ على تنافسية المنتوج المغربي". وعقد المصنعون لقاءً مع المستوردين المغاربة، الأسبوع الماضي، وكان مقرراً أن يعرف توقيع الاتفاق بشكل نهائي، لكن تم تأجيله إلى الأسابيع المقبلة، لوضع اللمسات الأخيرة على جميع البنود. وأكد لزرق أن هذا الحل توافقي سيراعي مصلحة جميع الأطراف بمنطق "رابح-رابح". يشار إلى أن الجمعية المهنية لصناعات السيراميك كانت قد وضعت شكاية لدى الوزارة المكلفة بالتجارة الخارجية في يناير من العام الماضي، وتم قبولها في أبريل من العام نفسه، وبدأت على إثرها الوزارة بفتح تحقيق في الموضوع لبحث ملابساته. ويحقق قطاع صناعة السيراميك رقم معاملات يصل إلى 3 ملايير درهم في السنة، وهو رقم يعتبره محسن لزرق مهماً، موردا أن "إغراق السوق المغربي بمنتوج منخفض الثمن يعني تهديد 3500 عامل في هذا القطاع، ولهذا كان من الضروري التوصل إلى هذا الاتفاق لتخفيف الأضرار". وبحسب الأرقام التي كشف عنها محسن لرزق، فإن "70 في المائة من استهلاك المغاربة للسيراميك هو من نصيب المنتوج المحلي، فيما يتم استيراد 30 في المائة من الخارج، ويتعلق الأمر بالزليج مرتفع التكلفة والجودة الذي يستعمل في الفيلات والمحلات التجارية الكبيرة وفي الفنادق". وأكد رئيس الجمعية المهنية لصناعات السيراميك على أهمية استعمال الزليج ودوره في الحفاظ على نظافة المرافق الصحية والتقليل من الأمراض والوقاية منها، وقال إن "القطاع له مستقبل واعد، خصوصاً أن 60 في المائة من المغاربة الذين يعيشون في البادية لا يتوفرون على مرافق صحية تستجيب لمعايير النظافة".