تجرى الدورة الثانية من الانتخابات الداخلية لحزب العمل الإسرائيلي، المحسوب على اليسار، اليوم الاثنين بين مرشحيْن من أصول مغربية، يتعلق الأمر بعمير بيرتس وآفي غباي، بعدما أقصَيَا إسحاق هرتزوغ، زعيم حزب العمل الإسرائيلي المنتهية ولايته، في الدور الأولى من الانتخابات التمهيدية التي نظمت الثلاثاء الماضي. وعمير بيرتيس سياسي ونقابي مخضرم معروف، فيما سطع اسم آفي غباي في مجال الأعمال، وسبق له أن تقلد منصباً وزارياً لفترة قصيرة. وحصل عمير بيرتس، البالغ من العمر 65 عاماً، على 32,6% من أصوات 31 ألف عضو في حزب العمل، وسبق لبيرتس أن تزعم الحزب من 2005 إلى 2007، وتقلد منصب وزير الدفاع خلال حرب لبنان في 2006. وُلد بيرتس في مدينة أبي الجعد بإقليم خريبكة، وكان والده رئيساً للطائفة اليهودية في المدينة، وحين حصل المغرب على الاستقلال سنة 1956 هاجرت الأسرة إلى إسرائيل، وأصبح بيرتز عضواً في الكنسيت (البرلمان) لولايات عدة. وقد سبق أن حظي بيرتز باستقبال ملكي سنة 2006 في القصر الملكي بفاس، حين كان رئيساً لحزب العمل. أما منافسه من أصول مغربية، آفي غباي، البالغ من العمر 50 عاماً، فقد حصل على 27% من الأصوات. وسبق لغباي أن تقلد منصب وزير البيئة في عامي 2015 و2016 في حكومة نتانياهو. لكن لم يسبق له أن شغل منصب عضو الكنيست، وقد انضم إلى حزب العمل قبل نحو نصف سنة فقط. آفي غباي مزداد في القدس من أبوين يهوديين هاجرا من المغرب نحو إسرائيل، هو رجل أعمال ناجح، درس الاقتصاد في الجامعة العبرية في القدس، واشتغل لسنوات في وزارة الاقتصاد، وبات اليوم يحلم برئاسة هذا الحزب في منافسة عمير بيرتز. ولا يملك غباي أي تجربة سياسية تدعمه في معركته، لكن لديه ماض وخبرة في مجال الأعمال. فقد عمل في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال، وبعد ثماني سنوات من الاشتغال في شركة الاتصالات الإسرائيلية الكبيرة "بيزك"، أصبح مديرها العام إلى حدود سنة 2013. وتشير الصحف الإسرائيلية إلى أن غباي يدعم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين رغم آرائه اليسارية، كما أنه يضع نصب عينيه "الظفر بأصوات من اليمين، والتوضيح للإسرائيليين من الطبقتين الوسطى والفقيرة اللتين هاجرتا من الدول الإسلامية أن اليسار ليس معداً للأغنياء فقط، بل يمثل العمال البسطاء". وبوصول المغربيين إلى الدور الثاني، ترى الصحافة الإسرائيلية أن ما يعيشه الحزب غير مسبوق، وأوردت أن "آفي غباي لم يكن معروفاً لدى الكثيرين من منتخبي حزب العمل، حتى قبل بضعة أشهر". فيما يُوصَف بيرتس ب"المرشح القديم الجديد"؛ فقد سبق أن ترشح لقيادة الحزب ثلاث مرات، أفلح مرة واحدة. أما غباي فأطلق عليه لقب "النجم الساطع"، وقد يخلق مفاجأة في حزب العمل. وفي جميع الحالات، سيكون على أحد المرشحين من أصول مغربية خوض معركة صعبة ضد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل من حزب الليكود اليميني، في الانتخابات التشريعية المقبلة. وحزب العمل حزب يساري، سبق له أن حكم إسرائيل لمدة 29 عاماً من سنة 1948 حتى 1977، سنة بداية الفوز التاريخي لليمين برئاسة مناحيم بيغن. وتراجع الحزب كثيراً على امتداد 25 عاماً، وبات اليوم يحلم بإزاحة حزب الليكود من صدارة الساحة السياسية في إسرائيل.