صرح مسؤول عسكري أمريكي نهاية الأسبوع الماضي أن 50 مغربيا يوجدون ضمن الجماعات المقاتلة الأجنبية التي حلت بالعراق منذ غشت 2006. "" وجاء ذلك التصريح، كما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بناء على معلومات تحصلت عليها القوات الأمريكية شهر شتنبر الماضي بعد مداهمتها لإحدى خيام الجماعات المقاتلة بصحراء سنجار، على مقربة من الحدود مع سوريا، ليتأكد في ما بعد بأن تلك الخيمة كانت تُعتمد لتهريب عدد كبير من المقاتلين الأجانب إلى العراق، كما تعتبر مركزا للخلية المسؤولة عن توجيه المقاتلين نحو منطقة الأنبار، التي تتكبد فيها قوات التحالف العديد من الخسائر. ومن بين الوثائق التي تم العثور عليها في تلك الخيمة أجهزة كمبيوتر وملفات تتضمن المعلومات الشخصية الخاصة بالوافدين الجدد، وتحدد المناطق والبلدان التي جاؤوا منها، مع العلم أن عددهم بلغ 700 فرد منذ غشت من السنة الماضية، ويأتي السعوديون في مقدمة الملتحقين بتلك الجماعات المقاتلة، في الفترة المذكورة، ب 305 مقاتلين (41%)، يليهم الليبيون ب 137 مقاتلا (18%)، واليمنيون ب 68 مقاتلا، والجزائريون ب 64، والسوريون ب 56، والمغاربة ب 50، والتونسيون ب 38، والمصريون ب 14، والتركيون ب 6، ثم الفرنسيون بمقاتلين اثنين. وخلص الأمريكيون، من خلال تلك المعطيات، إلى أن تدفق المقاتلين الأجانب على العراق تم بمعدل 80 إلى 110 أشخاص كل شهر طيلة النصف الأول من هذه السنة، وهو رقم تراجع خلال الصيف إلى معدل 60 مقاتلا في الشهر، لكن شهر أكتوبر الماضي سجل أضعف معدل، إذ لم يتجاوز عددهم أكثر من 40 وافدا جديدا، ولقد استبعد المسؤول العسكري الأمريكي أن تكون تلك الأرقام تعكس العدد الحقيقي للأجانب الذين التحقوا فعليا بالجماعات المقاتلة في العراق باعتبار العدد الكبير لتلك الجماعات، وعدم اعتماد مركز واحد لتسجيل قدومهم، وأضاف بأن من بين 25 ألف معتقل في السجون الأمريكية بالعراق لا يوجد إلا 290 شخصا أجنبيا، أي ما يمثل 1.2% من مجموع المعتقلين، ولقد كشفت تلك المعطيات أيضا عن كون الجماعات التي تستفيد أكثر من المقاتلين الأجانب تنتمي إلى التيار السني، عكس ما كانت تتهم به الولاياتالمتحدةإيران بإرسال مقاتلين إلى العراق لدعم المليشيات الشيعية، حتى أن عدد الإيرانيين المعتقلين في العراق لا يتجاوز أحد عشر فردا، وبعد الهجوم على معسكر سنجار، تراجعت الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها القوات الأمريكية في المنطقة إلى 16 عملية خلال أكتوبر الماضي، بيد أن عددها كان قد بلغ 59 عملية خلال شهر مارس الماضي، وترى قوات التحالف بأن 90% من الهجمات الانتحارية التي توجه ضدها، يقف وراءها مقاتلون أجانب.