تحت وسم "السياحة المواطنة"، انتشرت حملة وطنية على منصات التواصل الاجتماعي تحث المغاربة، بمن فيهم أبناء الجالية الوافدة هذا الصيف على البلاد، على قضاء العطلة الصيفية بمدينة الحسيمة، التي تعيش منذ قرابة ثمانية أشهر على وقع احتقان اجتماعي سمته الاحتجاجات واعتقالات طالت ما يفوق 180 ناشطا في ما عرف ب"الحراك الشعبي بالريف". وتستند الفكرة، التي لاقت ترحيبا واسعا عبر نشر وسوم "#العطلة_فالحسيمة" و"#visitAlHoceimaSummer2017"، وأيضا "#TakeMeToAlHoceima"، على اختيار الحسيمة، "جوهرة الريف"، كوجهة لقضاء بضعة أيام خلال العطلة الصيفية الحالية، من أجل ما وصفه بعض نشطاء "الويب" ب"التضامن مع الساكنة ورفع التهميش الذي يطال المنطقة"، وأيضا "المساهمة في تحيرك الاقتصاد بالإقليم الذي عانى من تبعات الاحتجاجات". فاطمة الزهراء القاديري، إحدى السيدات اللائي كن سباقات إلى إطلاق المبادرة، قالت على صفحتها "الفيسبوكية": "شي مرّات كنفكّر وكنقول أننا ممكن نديرو مساهمة جميلة ومواطنة وحضارية تضامنا مع الريف.. مثلا أن ندعو الناس فهاد أيام العطلة الصيفية نبدلو وجهاتنا السياحية ولو ليومين أو ثلاثة ونسافرو للحسيمة". وبررت المتحدثة فكرتها ب"التعبير عن التضامن مع الحراك ورفض تهميش الدولة للمنطقة"، وزادت: "ومنها نحركو شوية الاقتصاد المحلي"، مستدركة: "لكن فاش كتشوف التسييج الأمني للمنطقة كتخلع وكتعرف أن الدولة بكل قواها تريد قتل وتدمير المنطقة"، مضيفة: "لكن بالنسبة لي، هادشي عاد كيزيد يدفعني نفكر بجدية وإصرار نلقى شي ثلاث أيام نمشي نزور الحسيمة اللي لولا تهميش الدولة كون كانت من أجمل الوجهات السياحية ديالنا". مهدي بنكيران، أحد المتفاعلين مع الفكرة، اعتبر المبادرة رائعة، وعلق عليها قائلا: "مبادرة رائعة من أجل تشجيع المواطنات والمواطنين على قضاء العطلة في مدينة الحسيمة"؛ على أنها "خطوة ذكية من أجل زيادة الرواج الاقتصادي والاستمتاع بجمال المدينة ومناظرها الخلابة، ولكي نري للبعض أن الشعب المغربي أمة متكاملة، يجمعها شعار واحد هو الله الوطن الملك". أما بقال قاديري فكتب: "شخصيا كنت أود بقوة زيارتها، خاصة أني أتردد كثيرا على مدن الشمال..لكن ما وقع جعلني أعيد حساباتي على الأقل في الوقت الراهن"، متابعا وهو يعلق على أجواء الاحتقان الذي تعيشه المنطقة الريفية: "أهلها الله يهديهوم لا أعيب عليهم المطالبة بتحسين أوضاع منطقتهم التي هي بالمناسبة أفضل عشرات المرات من مناطق كثيرة في المغرب..ما أعيبه عليهم هو أنهم "زادو فيه"". وتابع المتحدث تعليقا على مواصلة نشطاء الحراك إعلان احتجاجاتهم مقابل استمرار الإنزال الأمني المكثف لمنع تلك الأشكال المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين: "أنا أمازيغي، ولم استسغ ما قيل بشأن أن 'الاستعمار الإسباني أرحم من الاستعمار العروبي'.. لا ليس بهذا الشكل تتم المطالبة بالحقوق"، وزاد موضحا: "الدولة ستكون في حل من هذه المطالب ما دمت تنظر إليها كمستعمر؛ أما عما يسمى الفساد مع الخليجيين فتلك قصة أخرى لا داعي للحديث عنها، لأنها ستكون مؤلمة"، على حد تعبيره. التوجس من الفكرة عبر عنه عدد آخر من رواد موقع "فيسبوك"، كما قالت أسماء دامي: "جميلة (الحسيمة) بمناظرها الطبيعية وبحرها الصافي وشواطئها النظيفة، لكن أهلها في الآونة الأخيرة أظهروا كمية عنصرية وحقد وغل تجاه المغاربة غير الريفيين"، مضيفة: "هذا سيجعل أي مغربي يفكر مرارا وتكرارا قبل الذهاب إليها والاستجمام فيها"؛ فيما شددت أسماء بنلعربي على أن الحسيمة تبقى "جزءا من الوطن"، وزادت: "ما يصيبهم يصيبنا..ولإنعاش اقتصاد المنطقة شي شوية والمساهمة ولو بحاجة بسيطة ماكرهناش كلشي يدوز العطلة فالحسيمة".