فاطمة الزهراء لخاش طفلة جزائرية تبلغ 15 سنة من عمرها، تفاقمت معاناتها جراء إصابتها بداء فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" بسبب خطأ طبي، لتنضاف بذلك جملة من الآلام إلى فقر الدم الذي أصيبت به منذ سنة 2005. هي زهرة ذبلت في سن الخامسة عشر بعد اكتشافها للمرض الخبيث، فتعالت صرخاتها ولم تجد غير خالقها لتشتكي إليه وهن جسدها النحيل الذي لم يعرف طعم الراحة والطمأنينة منذ أن حقنت بدم فاسد نقل لها داء فقدان المناعة المكتسبة. يقول والد الطفلة: "أصيبت فاطمة الزهراء بفقر الدم سنة 2005، الأمر الذي جعلها تحقن بالدم مرات عدة، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة عن السابق. بعدما ساءت حالتها، اصطحبتها كالمعتاد إلى مصحة خاصة وتبرعت لها بدمي، إلا أن الأطباء احتفظوا به وحقنوها بدم فاسد في 9 نونبر 2009". يضيف الأب المكلوم الذي باع كل ما يملك في سبيل إيجاد حل يريح ابنته ويشفيها من آلامها: "تدهورت حالة صغيرتي الصحية وبدأت حرارة جسمها ترتفع بشكل كبير وصلت في بعض الأحيان إلى 44 درجة، فأخذتها إلى المختبر لتجري كشفا عاديا بغرض معرفة الداء الذي يتسبب لها في تلك الأوجاع والحمى المرافقة لها، فاكتشفنا حملها للداء الخبيث". يسترسل الأب وهو يذرف دموع الحسرة على وضع ابنته الصحي: "منذ أن سرى ذلك الدم المسموم في عروق فاطمة الزهراء وهي تئن من شدة الألم، ولم نجد علاجا يشفيها ولا رعاية طبية تخفف عنها ولا سبيلا يريحها". وفي لحظة، توقفت فاطمة الزهراء عن الدراسة ورجعت حياتها إلى نقطة الصفر، لا دراسة ولا عافية فقط جسم نحيل منهك يصارع فيروسا خبيثا ووالدان جفت دموعهما من البكاء. وتغيرت أمنيات الطفلة التي كانت تحلم بامتهان الطب، وأصبحت تأمل في الحصول على الشفاء وتنادي كل محسن وكل ذي قلب طيب ليأخذ بيدها إلى بر الأمان ويمنحها أملا جديدا في الحياة التي منحتها الألم والمعاناة وحرمتها من الدراسة واللعب ومرافقة أقرانها الذين رفضوها خوفا من مرضها. ولقيت قصة الطفلة فاطمة الزهراء تعاطفا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلق نشطاء حملة لمساندتها فاستجاب لندائها العرب حول العالم وتلقت عروضا للسفر إلى أوروبا لتتلقى العلاج، قبل أن يستجيب وزير الصحة الجزائري لندائها ويتكفل بعلاجها في أحد المستشفيات المختصة في معالجة ومتابعة مثل هاته الإصابات الفيروسية الخطيرة.