بعد سلسلة من الاحتجاجات التي قادها مهنيو سيارات الأجرة الصغيرة بالرباط، علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن مهنيي سيارات الأجرة الكبيرة بالعاصمة يعيشون هذه الأيام على صفيح ساخن، في ظل ما يعتبرونه عدم استجابة السلطات لمطالبهم المتمثلة في إبعاد سائقي سيارات الأجرة بمدينة سلا وسائقي تطبيقي "كريم" و"أوبر" عن منافستهم داخل مجالهم الترابي، الشيء الذي يرونه تهديدا لدخلهم الفردي ومؤشرا على "منافسة غير عادلة"، على حد تعبيرهم. مصدر موثوق من نقابة سائقي سيارات الأجرة الكبيرة بالعاصمة أفاد هسبريس بأن مهنيي القطاع بالمدينة دخلوا في تصعيد لاحتجاجاتهم المتكررة، عبر مواجهة سائقي سيارات الأجرة المحسوبين على مدينة سلا وإبعادهم عن أحياء العاصمة، إلى جانب القيام بحملات مكثفة لمداهمة سائقي تطبيقي "كريم" و"أوبر" وتوقيفهم قبل استدعاء رجال الأمن. مصدرنا، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، قال إن عددا من أحياء الرباط، وعلى رأسها حي المحيط القريب من الشريط الساحلي ووسط المدينة، شهد، مساء أمس الثلاثاء، حملة واسعة أسقطت عددا من سائقي التطبيقين المذكورين، كما شهد محيط دائرة الأمن الرابعة مشادات بين سائقين محسوبين على الرباط وزملائهم بالضفة الأخرى للمدينة. أحد سائقي تطبيق "كريم" أكد لهسبريس هذه المعطيات، مبرزا أن الحملة التي يقودها مهنييو سيارات الأجرة الكبيرة ضد الشركة التي يشتغل لديها ومثيلتها "أوبر" وصلت أوجها يوم أمس، خاصة أن ذلك تزامن، بحسبه، مع عطلة العيد التي يحصل خلالها العاملون في التطبيقات الذكية على امتيازات إضافية، كتعويض على ساعات العمل التي يفضل فيها آخرون قضاء الوقت رفقة الأهل والعائلة. ويأتي هذا التصعيد الجديد بعد أشهر من الحملة السابقة التي قادها مهنيو سيارات الأجرة الصغيرة بالعاصمة ضد تطبيقي "أوبر" و"كريم"، والتي أسفرت عن عشرات التوقيفات في صفوفهم وحجز سياراتهم بعد استدعاء رجال الأمن، ما أسفر بدوره، في مرات كثيرة، عن مواجهات كادت أن تؤدي أحيانا إلى إصابات لولا تدخل السلطات المعنية. وسبق لمهنيي سيارات الأجرة الصغيرة بمدينة الرباط تنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بإيجاد حل لما يعتبرونه أزمة طالت قطاع النقل بالعاصمة، مقابل دعوة سلطات المدينة، في أكثر من مرة، إلى تجنب سلوك توقيف العاملين بهذه الشركات التي يصفونها ب"الوهمية"، وترك شأن التدخل للسلطات الوصية.