بدأت محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي و6 من معاونيه، صباح الأربعاء بتهمة قتل متظاهرين في اكاديمية الشرطة في القاهرة، في محاكمة تاريخية هي الأولى من نوعها لرئيس عربي أسقط عن الحكم عن طريق شعبه. وظهر مبارك في قفص الاتهام وهو ممدد على سرير ، ويرتدي الأبيض مع بقية المتهمين الذين يحاكمون معه، وبينهم نجلاه اللذين وقفا امام سرير في مواجهة الحضور، في محاولة لتغطيته والدهما. كما حضر في القاعة أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين ومحامي أسر الشهداء، بالإضافة إلى فريد الديب محامي الرئيس المخلوع وهيئة الدفاع عن المتهمين، وعدد قليل من الإعلاميين. ويبث التلفزيون المصري المحاكمة بثا مباشرا من القاعة، التي تتسع ل600 شخص، لكنها لم تكن ممتلئة عن آخرها، وكان مبارك نقل من مستشفى شرم الشيخ إلى المطار المذكور حيث نقل بطائرة مروحية إلى أكاديمية الشرطة، التي شهدت تعزيزات أمنية بالآليات وشرطة مكافحة الشغب، وعدد كبير من سيارات الأسعاف، في ظل تواجد شعبي كثيف من مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق، فيما وضعت شاشة عملاقة لتتاح لهؤلاء الناس مشاهدة المحاكمة، التي سينقلها التلفزيون المصري على الهواء مباشرة. ودخل مبارك قفص الاتهام في مقر محاكمته التاريخية في أكاديمية الشرطة محمولاً على نقالة طبية في العاشرة من صباح الأربعاء، في أول ظهور له منذ تنحيه عن السلطة بعد قيام ثورة 25 يناير. ويخضع مبارك للمحاكمة أمام محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت، في ثلاث تهم هي القتل العمد لأكثر من 800 من شهداء ثورة الشعب المصري، واستغلال النفوذ، وإهدار المال العام في قضية تصدير الغاز لإسرائيل. ويمثل مع مبارك في قضية قتل المتظاهرين حبيب العادلي، وزير الداخلية السابق، و6 من كبار قيادات وزارة الداخلية السابقين. فيما يتهم علاء وجمال، نجلا الرئيس المخلوع، في قضية استغلال النفوذ، إذ قالت النيابة العامة إن الثلاثة حصلوا على وحدات سكنية فاخرة في شرم الشيخ بأثمان زهيدة من حسين سالم مقابل استغلال نفوذهم لمصلحته. كما يحاكم رجل الأعمال الهارب حسين سالم والصديق المقرب لمبارك، في القضية نفسها. وطلب فريد الديب محامي المتهم الأول حبيب العادلي ، وزير الداخلية الأسبق، من هيئة المحكمة إلغاء ضم قضية العادلي إلى قضية الرئيس السابق حسني مبارك. وقدَّم للمحكمة مذكرة مكتوبة تبطل هذا الضم، لأن القضاة، الذين قرروا ضمهما، ولا تزال وقائع الجلسة مستمرة، ويقوم عدد كبير من المحامين بالدفاع عن موكليهم. وكان اللواء محمد مجيد مدير أمن محافظة جنوبسيناء أعلن ليل الثلاثاء تسلمه قرار من النيابة العامة بترحيل مبارك من مستشفى شرم شيخ إلى القاهرة لحضور أول جلسة في محاكمته في المحكمة التي جهزت في أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس. وفي غضون ذلك، تمكنت قوات الأمن المركزي من فض الاشتباكات التى نشبت بين معارضي الرئيس السابق حسني مبارك ومؤيديه، أما مقر محاكمته في أكاديمية الشرطة. وقد فضل المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة عدم بدء وقائع المحاكمة إلا بعد فض الاشتباكات، تأمينا لها. وتحيط رجال الشرطة والجيش بمقر اكاديمية الشرطة لتأمينه بشكل كبير قبل بداية فعاليات المحاكمة. وكانت نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن رئيس محكمة استئناف القاهرة السيد عبدالعزيز عمر قوله إنه تقرر نقل محاكمة مبارك، الذي سيكون أول زعيم عربي يحاكم بعدما أسقطه شعبه، من المكان الذي كان محددًا لها وهو أرض المعارض في مدينة نصر إلى أكاديمية الشرطة في القاهرةالجديدة، شرق العاصمة. وكان قتل أكثر من 800 معظمهم من الشباب أثناء الثورة المصرية، فيما أصيب ما يزيد على 6000 آخرين.