أكَّدت السلطات المصريَّة أنَّ الرئيس السابق حسني مبارك، المتهم ب"القتل العمد"، سيمثل أمام محكمة جنايات القاهرة، الأربعاء، في أولى جلسات محاكمته التي سيتابعها الملايين عبر البث المباشر للتلفزيون المصري. ويُواجه مبارك (83 عامًا) عقوبة الإعدام إذا ما أُدين بالاتهام المُوجه له، وهو "اشتراكه بطريق الاتفاق مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وبعض قيادات الشرطة في ارتكاب القتل العمد مع سبق الإصرار". ومبارك هو أول رئيس دولة عربي يُحاكم حضوريًا في بلده، إثر سقوطه تحت ضغط الشارع. وأكَّد وزير الداخلية المصري منصور العيسوي، في تصريحات نشرتها الثلاثاء صحيفة المصري اليوم المستقلة، أن مبارك سيحضر المحاكمة. وأضاف "سننقل مبارك بطائرة عسكرية من مستشفى شرم الشيخ إلى مقر المحكمة لحضور الجلسة الأولى، الأربعاء، والطائرة ستهبط داخل أكاديمية الشرطة" في ضاحية التجمع الخامس بشرق القاهرة، حيث تنعقد المحكمة وحيث يوجد مهبط للطائرات. وأوضح أنَّ "هناك تنسيقًا تامًا مع القوات المسلحة لنقله، وتم اعتماد الخطة النهائية لتأمين المحاكمة"، وتابع "لا نريد احتقانًا بين الناس في الشارع نتيجة عدم حضور مبارك" للمحاكمة. وينتظر المصريون هذه المحاكمة منذ أشهر، وخصوصًا أسر قرابة 850 قتيلاً، وأكثر من ستة آلاف مصاب معظمهم من الشباب سقطوا خلال "ثورة 25 يناير". وأُعلن رسميًا مساء الاثنين أنَّ مبارك تسلم رسميًا أمر استدعائه إلى المحكمة في مستشفى شرم الشيخ، حيث أودع قيد الحبس الاحتياطي منذ أبريل الماضي لأسباب صحيَّة. وقال مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسيَّة، الثلاثاء، إنَّ وزارة الداخلية انتهت من "ترتيبات تأمين المحاكمة، وإعداد المقاعد المثبتة داخل القاعة المخصصة لجلوس المحامين وأسر الشهداء (ضحايا الانتفاضة)، وهيئة الدفاع عن المتهمين، وكذلك إعداد قفص الاتهام الذي يضم المتهمين في القضية". وأوضح أنَّه سيتم وضع بوابات إلكترونية لكشف المعادن وأجهزة المتفجرات على مداخل وأبواب المبنى، إلى جانب وضع خطة أمنيَّة مُحكمة وغير مسبوقة بمشاركة بين القوات المسلحة ووزارة الداخلية؛ لتأمين المناطق المجاورة والمحيطة بمبنى أكاديمية الشرطة، تشارك في تنفيذها عناصر من المخابرات العامة وجهاز الأمن الوطني. ونقلت صحيفة الشروق عن مصدر أمني أنَّ "الرئيس السابق أعد نفسه للمثول أمام محكمة جنايات القاهرة والوقوف أمام القاضي، مؤكدًا رغبته في الحضور بأي طريقة كانت للرد على كل الاتهامات الموجهة إليه وإلى نجليه، وطلب من الأطباء معاونته على ذلك". ويحاكم في القضية نفسها، الأربعاء، نجلا مبارك جمال وعلاء، وكذلك وزير الداخلية الأسبق وستة من معاونيه ورجل الأعمال المقرب جدًا من مبارك حسين سالم، الذي فرَّ بعد اندلاع التظاهرات في 25 يناير إلى أسبانيا، حيث تم حبسه احتياطيًا منذ 17 يونيو الماضي بسبب شبهات في ارتكابه جرائم "غسيل أموال وفساد واحتيال". ويُواجه مبارك ونجليه وحسين سالم اتهامات بالفساد المالي أيضًا.