كشفت معطيات وبيانات صادرة عن مهنيي قطاع السينما تراجعا كبيرا في رقم معاملات القاعات السينمائية الكلاسيكية، التي لم تستطع مواكبة التطور التكنولوجي في صناعة عروض الأفلام، إلى أقل من 25 في المائة من معاملات القطاع الذي تسيطر عليه القاعات السينمائية المتطورة، التي لا يتعدى عددها 7 مركبات سينمائية، اثنتان منها يتمركزان في مدينة الدارالبيضاء. وعكس هذه المركبات السينمائية المتمركزة بمنطقة عين الذياب الترفيهية في الدارالبيضاء، إلى جانب مراكش وفاس وطنجة وأكادير والعاصمة الرباط، تعاني باقي القاعات السينمائية بمدينة الدارالبيضاء وباقي المدن المغربية من ضعف التجهيزات والبنى التحتية المواكبة للتطور التكنولوجي الذي صاحب تطور القاعات السينمائية في العالم. وبلغت مداخيل القاعات السينمائية الكلاسيكية العام الماضي ما يناهز 15.2 مليون درهم فقط، مقابل 46 مليون درهم للمركبات السينمائية المتطورة تكنولوجيا وترفيهيا، في الوقت نفسه الذي سجل تراجع على مستوى إقبال المغاربة على القاعات السينمائية بشكل عام والكلاسيكية بشكل خاص، بنسبة قاربت 18 في المائة تقريبا. وتعاني معظم هذه القاعات السينمائية الكلاسيكية من ضعف نظم العرض وأنظمة المؤثرات الصوتية والأنشطة الترفيهية المصاحبة، وفق تأكيدات المهنيين، الذين مازال معظمهم يعولون على دعم الدولة من أجل تطوير قاعاتهم السينمائية. ويقدر المهنيون عدد القاعات السينمائية التي أغلقت أبوابها، في انتظار مدها بالدعم العمومي من أجل مواكبة التطور التكنولوجي الحاصل في هذا القطاع، وإعادة تحديث هياكلها وتجهيزاتها وصالات عروضها، بنحو 80 قاعة. ويقدر المهنيون عدد القاعات السينمائية التي لازالت تشتغل بشكل منتظم بنحو 30 قاعة، وتعاني من ضعف كبير على مستوى الإقبال، إذ قد تنخفض معدلات الملء بهذه القاعات الكلاسيكية إلى 6 في المائة، وهي نسبة لم يتم تسجيلها طوال النصف الثاني من القرن الماضي، والعقد الأول من القرن الحالي. وتشير بيانات المهنيين إلى أن عدد مرتادي القاعات السينمائية بالمغرب تراجع من 40 مليون شخص سنويات في الربع الأخير من القرن الماضي، إلى أقل من 1.5 ملايين شخص خلال العقد الحالي.