ليلة استثنائية عاش على إيقاعها مسجد الكتبية التاريخي بمدينة مراكش، ليلة أمس الجمعة، خلال صلاة التراويح وختم القرآن من طرف المقرئ وديع شاكر، بعد تحطيمه رقما قياسيا من حيث عدد المصلين الذين شدوا إليه الرحال، إذ اكتظ المسجد وباحته بالمصلين الذين تقاطروا من كافة أنحاء مدينة مراكش، في حين اضطر آلاف آخرون إلى أداء الصلاة بالممرات والشوارع المؤدية إلى المرفق. وتميزت ليلة ختم القرآن التي حضرها والي جهة مراكش، وعدد من المسؤولين، ضمنهم أمنيون ومنتخبون، اعتناق مواطنة إيطالية من مواليد 1960 ومواطن فرنسي من مواليد 1954 الإسلام بين يدي المقرئ وديع شاكر، ليصل عدد الأجانب الذين اعتنقوا الإسلام بمسجد الكتبية خلال هذا الشهر الفضيل، بعد اختيار أسماء عربية، إلى ستة، ضمنهم أربعة فرنسيين وبريطانية وإيطالية. وحسب اللجنة المنظمة فإن عدد المصلين الذين جاؤوا لأداء صلاة التراويح وحضور دعاء ختم القرآن وصل إلى 100 ألف مصل، إذ امتلأ المسجد عن آخره، بالإضافة إلى الساحات المجاورة له والشوارع المؤدية إليه. وفاق هذا العدد ذلك المسجل السنة الماضية، في ليلة تاريخية من ليالي رمضان الكريم، لتتشكل صورة إيمانية أبدعتها صفوف مصلين يمثلون كافة الشرائح والمستويات. وعاشت جموع المصلين، طيلة ساعتين، أجواء إيمانية مصحوبة بالقراءة الفصيحة للقرآن من طرف المقرئ وديع شاكر، خشوعا وخشية، بين ثنايا الركعات العشر، فتعالت الأصوات وأجهش البعض بالبكاء، مع تسجيل حالات إغماء في صفوف نساء تم إخضاعهن للإسعافات الأولية من طرف عناصر الهلال الأحمر المرابطة بالمسجد طيلة شهر رمضان. وتسهر على تنظيم صلاة التراويح بمسجد الكتبية التاريخي لجنة تنظيمية تتكون من 45 عضوا، (25 شابا و20 شابة)، توزعت مهامهم بين الحراسة والصوتيات ومرافقة الإمام، وبرمجة حفل إسلام الأجانب بالمسجد؛ فيما يتكلف المحسنون بمصاريف التنظيم. وأوضح المقرئ وديع، في تصريح لهسبريس، أن إمامة عشرات الآلاف من المصلين ليست بالشيء السهل على إمام شاب، "فالموقف رهيب ومشوب بالجلال دون شك، ويحتاج إلى عون الله تعالى"، مشيرا إلى أن عامل التجربة يبقى أساسيا، لكون الإنسان يقف بين يدي الله عز وجل، وهو جلال ما بعده جلال،وزاد: "كما أن إحساس الإمام بأن الآلاف من الناس يستمعون إلى قراءته وراءه مباشرة يزيد من الضغوط النفسية عليه".