يشهد مسجد الكتبية، أحد المعالم التاريخية بمدينة مراكش، إقبالا كبيرا من طرف أعداد غفيرة من المصلين من سكان المدينة والنواحي، لأداء صلاة العشاء والتراويح الفرنسي لحظة إعلانه أسلامه بين يدي الإمام وديع شاكر (خاص) وذلك لما يوفره هذا المسجد من طمأنينة وجو روحاني متميز، يغذيه صوت الإمام وديع شاكر، الذي يؤم صلاتي العشاء والتراويح في شهر رمضان. وما إن يدنو وقت أذان صلاة العشاء، حتى يتسابق المصلون إلى الأماكن التي تمكنهم من متابعة قراءة القرآن الكريم بشكل أفضل، فيزدحم مسجد الكتبية، وتضيق الساحات المجاورة له، ما يدفع بالعديد منهم إلى الحضور مبكرا وتناول وجبات الإفطار في بيت الله. وللعام الثالث على التوالي، يؤم المقرئ الشاب وديع شاكر عشرات الآلاف من المصلين في مسجد الكتبية، وبسبب الإقبال الكثيف على أداء صلاح التراويح، تجندت مختلف مصالح ولاية أمن مراكش للحفاظ على النظام والأمن وضبطه داخل المسجد وخارجه. واستطاع شاكر أن يشغل الناس من جديد بصوته الشجي، وأن يستقطب أزيد من 40 ألف مصل في اليوم الأول من رمضان، الذي تميز بإعلان مواطن فرنسي، يدعى طوماس بيوربير (38 سنة) اعتناقه الدين الإسلامي، بمسجد الكتبية، بعد صلاة التراويح مساء الأربعاء الماضي، بين يدي المقرئ شاكر، واختار له اسم عمر تيمنا بالخليفة عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين. وحرك الإمام الشاب، ابن مدينة مراكش، مختلف الأجهزة الأمنية، التي ساهمت في حفظ الأمن العام خارج المسجد، والسهر على تفرق المصلين بعد انتهاء صلاة التراويح. وأكد عدد من الوافدين على مسجد الكتبية أن تحمل أعباء التنقل يعتبر شيئا هينا، بالنظر إلى الراحة النفسية والخشوع اللذين يحس به المصلي خلف المقرئ شاكر. يقول عباس، في تصريح ل"المغربية"، إن "جمالية تجويد القرآن من طرف وديع شاكر تجعل الكثير من الناس يأتون من مختلف أحياء مدينة مراكش والنواحي، حتى يعيشوا هذه الأجواء". من جانبه، تحدث عبد السلام عن إحساسه وهو يصلي وراء الإمام وديع، قائلا "أشعر وكأن جسدي كله يرتعش تحت تأثير صوته. إنه يخلق جوا من الخشوع في حين أن بعض الأئمة الآخرين لا ينجحون في ذلك". وتشهد مختلف مساجد مراكش ازدحاما كبيرا خلال رمضان هذه السنة، خاصة في صلاة التراويح لدرجة أن بعض المصلين يقطعون مسافات طويلة للاستماع للقرآن بتلاوة أئمة لهم أصوات مؤثرة، وتشكل أغلبية المساجد في رمضان مراكز استقطاب لعشرات الآلاف من المصلين الحريصين على ختم القرآن خلف قرائهم المفضلين. وكان حوالي 10 أجانب أعلنوا دخولهم الإسلام بمسجد الكتبية، خلال رمضان الماضي.