اهتمت الصحف الصادرة اليوم السبت بأوروبا الغربية بعدة مواضيع، منها نتائج قمة الاتحاد الأوروبي الأخيرة، ومشاريع الإصلاح المخطط لها خلال ولاية إيمانويل ماكرون، وحرائق الغابات بالبرتغال، وأسباب الحريق المروع الذي دمر برج غرينفيل في لندن، والخلاف بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن البركسيت. ففي إسبانيا، أشارت (البايس) إلى أن الجبهة التي شكلها الحزب الانفصالي الباسكي بيلدو والنقابة الباسكية رأت النور في محاولة لفرض "الطريق الكاتالونية" على بلاد الباسك، وتعني مسلسلا يؤدي إلى انفصال هذه الجهة بشكل "غير قانوني ومن جانب واحد". وأضافت اليومية أن حزب بلدو ونقابة إلا وحدا قواهما وجهودهما لدفع الحزب الوطني الباسكي، الذي يتولى السلطة في الجهة، إلى تبني مطالب انفصالية، في حين أن هذا الحزب دعا دائما لتطوير وضع جديد خاص بعلاقة هذه الجهة مع مدريد. أما (إلموندو) فأوردت أن الحزب الشعبي، الذي هو موضوع لجنة تحقيق بمجلس النواب حول تمويلاته، رد باستخدام أغلبيته المطلقة في مجلس الشيوخ لدعوة 160 شخصية من مختلف الأحزاب لشرح طرق تمويلها. وأضافت أن الحزب الشعبي طلب وثائق شاملة حول تمويل أحزاب المعارضة، وشجع على إنشاء لجنة في مجلس الشيوخ تمارس مهامها لمدة سنة، مشيرا إلى أن المخالفات لى تخص الحزب الشعبي وحده ويمكن أن تظهر في أي حزب آخر. وفي سياق آخر أوردت (لا راثون) أن الاتحاد الأوروبي "بدأ يكتشف فوائد البركسيت" مؤكدة أن بلدان الاتحاد الأوروبي تعززت ب"ضعف" عرض المفاوضات الذي تقدمت به رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي. وفي بلجيكا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لنتائج قمة الاتحاد الأوروبي ببروكسل التي تميزت على الخصوص بالتقدم "التاريخي" على طريق الدفاع الأوروبي. وكتبت (لو سوار) أن زعماء الاتحاد الاوروبي بدأوا العمل على جبهة الدفاع الأوروبي، مشيرة إلى أن الحركة لا تثير نفس الانتباه كالخطوات الأولى ل"سانت سوفير" الفرنسية أو فوضى البركسيت، ولكنها تأتي في ظرفية عالمية متغيرة وغير مستقرة، وتبرز ضرورة التكامل الأوروبي. من جهتها أشارت (لا ليبر بلجيك) إلى أن الأوروبيين حققوا تقدما "تاريخيا"، وأن القادة قرروا إطلاق تعاون منظم ودائم في مجال الأمن والدفاع "شامل وطموح"، مضيفة أن معالم هذا المشروع ما زالت غير واضحة، لكن الوقت حان ليتكفل الاتحاد الأوروبي بأمنه. وتحت عنوان "الدفاع الأوروبي بدأ يتشكل،" أوردت (لو فيف) أن التوترات مع روسيا، والبركسيت وانتخاب دونالد ترامب، دفعت الأوروبيين للعودة لمشاريع كان قد تم التخلي عنها بسبب عدم التوافق بين الأكثر أطلسية، كبريطانيا، وأنصار اتحاد أوروبي أقوى دوليا. وفي سويسرا خصصت الصحف أبرز تعاليقها للخلافات بين لندن وبروكسل في وقت التزم فيه الجانبان بمسلسل البركسيت. وكتبت (تريبيون دو جنيف)، تحت عنوان " الاتحاد الأوروبي يستعيد الثقة وماي هشة"، أن بدء مسلسل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي اتسم بالهزائم الانتخابية للمناهضين لأوروبا، والانتعاش الاقتصادي لبلدان الاتحاد. أما (24 أورو) فذكرت أن أوروبا حاولت استعراض عضلاتها رغم موجة هجمات جهادية من أفراد يبدو أنهم تطرفوا عبر الإنترنت فقط، مشيرة إلى أن الزعماء الأوروبيين، الذين يواجهون البركسيت وشكوك حول التزام الحليف الأمريكي، يدعمون مشاريع بناء دفاع أوروبي. وتحت عنوان "البريطانيون على حافة الانهيار العصبي"، أوردت (لوتون) أن لندن خسرت في أجواء تفاقمت جراء الإرهاب وأحداث متفرقة أخرى، سنة بعد التصويت على البركسيت، ودون حكومة مستقرة ولا استراتيجية. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بأسباب الحريق المروع الذي دمر برج غرينفيل في لندن مخلفا 79 قتيلا على الأقل، وهي حصيلة تبقى مرشحة للارتفاع. وعادت (ديلي ميرور) لإعلان قائد الشرطة العلمية، فيونا ماكورماك، أمس الجمعة، أن حريق برج غرينفيل للسكن الاجتماعي سببه ثلاجة معطلة، مضيفة أن الشرطة "ستبحث في طريقة تشييد المبنى، وترميمه"، وكيفية طلاء واجهته، ولا تستبعد متابعات بتهمة "القتل". أما (الغارديان) فأوردت قرار سلطات لندن إخلاء سكان خمسة أبراج سكنية مساء الجمعة بعد تسعة أيام من مأساة برج غرينفيل، مضيفة أن بلدية كامدن أعلنت إخلاء 800 شقة بهذه الأبراج "فورا" من أجل القيام ب"أعمال عاجلة" للوقاية من الحرائق. بدورها كتبت (الديلي ستار) أنه يشتبه في أن الطلاء، المكون من البولي ايثلين والذي يوجد بين طبقتين من الألومنيوم، هو المسؤول عن الانتشار السريع للنيران في برج غرينفيل، فما نقلت(الديلي تلغراف) عن جورجيا غولد، عمدة كامدن، أن "حريق غرينفيل غير كل شيء". وفي البرتغال، شكلت حرائق الغابات والفساد في كرة القدم أبرز اهتمامات الصحف المحلية. وعادت (بوبليكو) لأسباب حريق بيدروغاو غراندي، مشيرة إلى أن الانقطاعات الأولى في نظام الاتصالات سجلت يوم الكارثة في الساعة السابعة و45 دقيقة مساء، وأن الوقاية المدنية طلبت في الساعة التاسعة و29 دقيقة فقط طلبت من الشركة التي تدير هذه الشبكة نشر محطتين متنقلتين لمعالجة الخلل المسجل. أما (جورنال دي نوتيسياس) فكتبت أن الوحدة الوطنية لمكافحة الفساد التابعة للشرطة القضائية تدخلت أمس الجمعة للتحقيق في قضية رسائل بريد إلكترونية أبلغ عنها في الأسابيع الثلاثة الماضية مدير الاتصالات بنادي بورتو، مشيرة إلى أن النادي قدم وثائق تفضح ما يشتبه في أنه فساد لمتعاونين ومسيرين في نادي بنفيكا. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بمواضيع مختلفة منها موافقة اللجنة الاوروبية على الخطة الإيطالية المتعلقة بتصفية اثنين من البنوك الإقليمية باستخدام الأموال العمومية، والهجوم الإرهابي الذي أحبط ضد المسجد الحرام في مكةالمكرمة . وكتبت (كورييري ديلا سيرا) أن المفوضية الأوروبية وافقت مؤقتا أمس الجمعة على الخطة الإيطالية لتصفية "بانكا بوبولاري دي فيتشنزا" و"فينيتو بنكا" باستخدام أموال عمومية، مما يسمح للحكومة الإيطالية بمعالجة هذه الأزمة المصرفية. وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإيطالية ستعتمد اليوم السبت مرسوما لبدء عملية تصفية البنكين . من جهتها ، أوردت (لاريبوبليكا) أن قوات الأمن السعودية أحبطت صباح أمس الجمعة هجوما إرهابيا ضد المسجد الحرام في مكةالمكرمة. وقالت الصحيفة ان ستة حجاج وخمسة من رجال الشرطة أصيبوا بجروح في انهيار المبنى الذي تحصن فيه انتحاري فجر نفسه عندما كان محاصرا من قبل قوات الأمن. وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي إن ثلاث مجموعات شاركت في إعداد هذا الهجوم الانتحاري الذي كان يستهدف المؤمنين والأجهزة الامنية في المدينة المقدسة. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بعدة مواضيع كان أبرزها على الخصوص قمة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت ببروكسيل والتي سعت إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون في مجالي الأمن والدفاع وتقييم الجولة الأولى من مباحثات خروج بريطانيا من الاتحاد . فكتبت صحيفة (فقولكسشتيمة تياتونغ) أن ألمانيا وفرنسا أكدتا خلال القمة على أن التعاون الوثيق بينهما يعد من أهم الشروط لنجاح الإتحاد الأروبي وكذا تمثين علاقات الصداقة وبذل جهد مشترك وشامل لمعالجة الصراعات. لكن نادي بروكسيل، ترى الصحيفة، مازال لم يتخلص من عاداته القديمة السيئة خاصة وأن مشكل تقسيم اللاجئين بشكل عادل في أوروبا لم تتم معالجته رغم أنه موضوع يتطلب حالا عاجلا. من جهتها كتبت صحيفة (روتلينغر غينرال) في تعليقها أن الاتحاد مازل يقسم بعضه خاصة فيما يتعلق بقضية اللاجئين إلى جانب مشاكل أخرى فشل فيها فشلا ذريعا كعلاقة الاتحاد بالولايات المتحدة، الدولة الغربية الرائدة، وعدم الحسم في وضع جبل طارق بعد استفتاء بريطانيا بخصوص عضويتها بالاتحاد الأوروبي . صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) كانت لها وجهة نظر أخرى، إذ اعتبرت أن الاتحاد الأوروبي يشهد تطورا بقدوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبرته رمزا لهذا التطور بعد أن برز في قمة بروكسيل حتى أن المستشارة أنغيلا ميركل عبرت عن ثقتها بأن قوة الاتحاد وضمان نجاحه مستقبلا تكمن في التعاون الوثيق بين ألمانيا وفرنسا.