تميز الأسبوع الماضي بمجموعة من الأحداث السياسية والثقافية؛ أبرزها زيارة وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لودريان، إلى موريتانيا واستقباله من طرف الرئيس، محمد ولد عبد العزيز، والمباحثات التي أجراها مع نظيره الموريتاني، اسلكو ولد احمد ازيد بيه. وتمت خلال الزيارة مناقشة برنامج عمل مجموعة الخمس في الساحل، وعلى وجه الخصوص نشر قوة مشتركة كان قادة دول المجموعة قد قرروا إنشاءها، ومن المرتقب أن يجيزها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وكشف وزير الخارجية الفرنسية أن باريس تأمل أن ترى هذه القوة النور لتباشر مهامها في محاربة الإرهاب ودعم استقرار دول المنطقة، وأكد أن فرنسا تحركت في هذا الإطار منذ 2013 من خلال قوة "بارخان" المشتركة، واعتبر أن وجود قوة مشتركة لمجموعة الخمس في الساحل سيساعد في حماية الحدود ودعم جهود مواجهة الإرهاب الذي لا يهدد منطقة الساحل فحسب، وانما أوروبا بكاملها. وفي إطار التعاطف الشعبي مع قطر في منحتها الحالية ورفض الحكومة الموريتانية استمراره، استجوبت الشرطة في مقاطعة "تيارت" بالعاصمة نواكشوط إمام جامع الإحسان، محمد المختار ولد سيد أحمد، على خلفية خطبته التي انتقد فيها حصار دول خليجية لقطر. وأخضعت الشرطة الإمام للاستجواب في مركزها وحذرته مما وصفته "تسييس المسجد، ومنبره"، قبل أن تخلي سبيله. وأكد الإمام أنه تم استبعاده من برنامج إذاعي كان منتظرا أن يشارك فيه في إطار الإحياء العلمي الرمضاني، كما تم استبعاده من لوائح الأئمة المعتمدين لدى وزارة الشؤون الإسلامية للمشاركة في إحياء ليالي رمضان. وعلى صعيد آخر، أعلن في نواكشوط عن إنشاء "الهبّة الشعبية الموريتانية للتضامن مع قطر"، تضم مجموعة من المثقفين والكتاب والنشطاء، الذين أكدوا في بيان لهم أنه لا يجمعهم انتماء سياسي أو فكري، وأن هدفهم هو القيام بهذه الهبّة الموريتانية للتضامن مع قطر ولإبراز الموقف الشعبي للعلن، وهو الموقف الرافض لقطع العلاقة والمتضامن مع قطر ضد الحصار. وأكد البيان أن هذا الحراك الشعبي السلمي التضامني يسعى إلى حشد الرأي العام لدعم هذه القضية والتدخّل لإصلاح ذات البين، واستثمار الضغط الشعبي من أجل التراجع عن قرار قطع العلاقات ورفع الحصار عن دولة قطر. وشغلت أزمة قطر عددا من كبار شعراء موريتانيا الذين صدحت أصواتهم بقصائد متضامنة مع الدوحة ومنددة بالحصار المفروض عليها، الذي يتنافى والقيم الإسلامية وحسن الجوار والتضامن. وعلى الصعيد الثقافي، نظمت في العديد من المدن الموريتانية ندوات علمية وثقافية وموائد إفطار تعظيما لشهر رمضان المبارك، وتميزت الندوات الفكرية والدينية بمشاركة عدد من المثقفين والعلماء المغتربين العائدين مؤخرا إلى موريتانيا، كما نظم على صعيد العاصمة مهرجان المدح النبوي في دورته الرابعة، وحظي بإقبال جماهيري كبير.