كذب عزيز الرباح وزير التجهيز والنقل، جملة وتفصيلا ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص الطريق الرابط بين شوم الموريتانية ومدينة تندوف، حيث نقلت على لسانه أن «رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، أخبره أن ما يتم تداوله من حديث حول هذه الطريق لا يعني أبدا أن الطريق سيتم تشييدها، وأن هناك دراسة جدوى مولها الجانب الجزائري، إلا أن الموضوع لا يتجاوز هذا الحد». وقال الرباح في حديث ل «الاتحاد الاشتراكي» أنه لم يثر بتاتا هذا الموضوع سواء خلال استقباله من طرف الرئيس الموريتاني نهاية الأسبوع الماضي، أو مع أي من الوزراء والمسؤولين الموريتانيين الذين التقاهم هناك، معتبرا أن هناك أطرافا حاولت التشويش على زيارته لموريتانيا. وأضاف الرباح أن الاتفاقية الإطار التي تم توقيعها في نواكشوط، لم تأت ردا على عزم الجزائر إنشاء طريق تندوف /شوم وإنما كانت مبرمجة منذ وقت طويل، وقد حضر لها الطرفان منذ لقاء مراكش الذي تم في ماي الماضي بحضور الوفد الموريتاني . وأوضح الرباح أن التعاون بين المغرب وموريتانيا لا ينبغي أن يسيء الأشقاء الجزائريين طالما أن التعاون بين أي بلدين في المغرب العربي يخدم في النهاية التعاون بين جميع أقطار الاتحاد، وقال إن المغرب لا يتحرك بمنطق الحسد بل إن المشاريع التي تنجزها بلدان المغرب العربي في ما بينها لا يجب أن يحكمها منطق المنافسة بل منطق التكامل. غير أن وسائل الإعلام الجزائرية قرأت زيارة عزيز الرباح لنواكشوط على أنها تعبير عن « استياء المغرب من مشروع إنجاز طريق عابر لمنطقة الساحل الإفريقي الذي تكون أول مرحلة له بين الجزائر وموريتانيا،. باعتباره معبرا استراتيجيا ستنافسه به الجزائر» . وذهبت الصحافة الجزائرية إلى أبعد من ذلك حين ادعت أن «المغرب لم يكتف بهذا الحد من الاستياء، بل سارع بإرسال في اليوم الموالي من الإعلان عن المشروع، وفد إلى موريتانيا يترأسه وزيره للنقل في زيارة مفاجئة بمجرد إعلان خبر اجتماع السفير الجزائري بموريتانيا بوزير النقل الموريتاني لتسليمه دراسة عن مشروع إنجاز طريق يربط منطقة تندوف بنظيرتها شوم الموريتانية تتكفل الجزائر بإنجازه» .وأضافت زاعمة أن المغرب «سارع في خطوة منه لمزاحمة الجزائر في مشاريعها مع دول الجوار خاصة على إعلان بيان اتفاق على إنجاز مشاريع مشتركة مع موريتانيا، في مقدمتها إنشاء طريق بحري يربط البلدين ومشروع تكوين مهندسين موريتانيين مختصين في مجال إنجاز الطرقات، وكذا مشاريع تتعلق بإنجاز ما أسماه الاتفاق «قواعد تحتية للطرقات .» واستغرب الرباح في تصريحه ل»لاتحاد الاشتراكي» أن تعطى لزيارته نواكشوط كل هذه التأويلات المغلوطة، معتبرا أن موريتانيا تشكل عمقا استراتيجيا للمغرب بنفس القدر الذي يشكل فيه المغرب عمقا استراتيجيا لهذا البلد، موضحا أن غياب التعاون بين دول المنطقة وعدم فتح الحدود أمام المواطنين ورجال الأعمال والمستثمرين.. هو الذي يضعف جهودها في تنمية شعوبها.