في كلمة جدّ مؤثرة، كشفت شقيقة بدر بو الحجل، المعتقل على خلفية الاحتجاجات الجارية في الريف، تفاصيل اعتقال شقيقها، الموجود حاليا في سجن عكاشة بالدار البيضاء، وقالت إنه كان لحظة اعتقاله يحمل في جيبه وصفة طبّية لاقتناء الدواء لأمه المريضة. بدر بو الحجل هو سليل أسرة تتكون من عشرة إخوة، وكان يسكن مع والدته البالغة من العمر سبعين عاما، بعد أن تزوج جميع إخوته وأخواته. "كانت أمي تقول دائما: "يا ربي تطوّل لي فالعمر حتى وفرح بولدي، دبا ولات كنطلب الله غير يفرجو لها على ولدها"، تقول شقيقة بو الحجل. واسترسلت الشابة، التي جعل حديثها عيون عدد من الحاضرين تغرورق بالدموع، "لا خْويت على راسي ليصانص وشعلت فيا العافية، غاتكون أسهل من نار هاد الحرقة اللي شعلة فقلبي ملي شدو ليا خويا". وحكت المتحدثة ذاتها تفاصيل المعاناة التي تتكبدها أسر نشطاء الريف المعتقلين، وقالت متحدثة عن شقيقها "هو مناضل شريف، وحْنا كنفتاخرو به، واعتقاله ظلم... حين أذهب إلى لكومياسرية وأطلب منهم ما هي التهمة الموجهة إليه يقولون إيت بوالده.. واش أنا بّا نمشي نوضو فالقبر". ووجهت شقيقة بو الحجل انتقادات لاذعة إلى المسؤولين المغاربة، وقالت حين حديثها عن توجيه الأمناء العامين للأحزاب السياسية المشاركة في الأغلبية الحكومية بالانفصال "واش حْنا انفصاليين ولا ولاد السبليون كيما كايقول علينا؟ المسؤولين هوما اللي باغين يفصلونا عن المغرب أما نحن فوطنيون". وواصلت المتحدثة حديثها وسط تصفيقات حارة من القاعة، بالقول "عاش الملك نقولها بقلوبنا وبلساننا، ولكن هوما (المسؤولين) كون لقاو كيفاش يديرو غادي يشطبو على الريف باش الملك ما يجيش عندنا، حيت ما كيحملوناش، وحْنا الملك عزيز علينا وحين يأتي نفرح لمجيئه ونستقبله بحرارة". لحظة مؤثرة أخرى شهدتها الجلسة الأولى للمناظرة الوطنية حول الوضع بالحسيمة، حين تناول محمد النشناش الكلمة للحديث عن حصيلة عمل المبادرة الوطنية من أجل الريف، التي يشغل منسقها، إذ لم يتمالك نفسه حين حديثه عن لقائه ببعض المعتقلين على خلفية حراك الريف وأجهش بالبكاء. الرئيس السابق للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان قال بعبارات مخنوقة بالدموع "ما ذنب أولئك الشباب الذين زُجّ بهم في السجن؟ لقد أحسست بالحُكرة كمواطن مغربي فكيف سيكون شعورهم هم؟"، وأضاف أن الإعلام العمومي "كان سلبيّا جدا في تعاطيه مع أحداث الريف". وحيَّا النشناش أهل الريف على سلوكهم الحضاري وتمسكهم بسلمية الاحتجاجات، قائلا "كانت المظاهرات سلمية، بل كان المتظاهرون يحيّون رجال الأمن بعد أن يفرغوا من الاحتجاج"، واصفا وصفهم بالانفصاليين وعملاء الخارج ب"السلوك غير الأخلاقي". وعلى الرغم من الجدّية التي تحدث بها منسق المبادرة الوطنية من أجل الريف، والدموع التي ذرفها؛ فإنه انتزع موجة من الضحك من الحاضرين حين تحدث عن خبر قلق الملك إزاء ما يجري في الريف، والذي نقله الرئيس الفرنسي فرانسوا ماكرون إلى المغاربة أول أمس، إذ قال "نشكر فرنسا اللي الحمد لله ما زالا باقا في البلاد".