اعتبرت صحف جزائرية عدة -الأحد- أن ملك المغرب محمد السادس لديه "هوس" لفتح الحدود مع الجزائر، وأسهبت في التعليق على خطاب العرش الذي ألقاه السبت. واعتبرت ليبرتي الليبرالية الناطقة باللغة الفرنسية أن فتح الحدود البرية أصبح لدى الملك "هوسا"، وأضافت أنه "يعتقد بقوة أن أموال الجزائريين يجب أن يستفيد منها حتما سكان شرق المغرب وأن المواد التي تدعمها الخزينة الجزائرية يجب أن تستمر في تهدئة غضب المغاربة". وأضافت الصحيفة التي تطرقت لهذا الموضوع في صفحاتها الداخلية أن "قضية الحدود تستعمل لصرف الانتباه عن الصعوبات الاقتصادية في المغرب". وتحت عنوان "محمد السادس وهوس الحدود"، قالت صحيفة لوسوار دالجيري (مساء الجزائر) "الملك لا يفوت فرصة أي خطاب يلقيه دون الدعوة إلى فتح الحدود البرية" بين المغرب والجزائر التي أغلقت سنة 1994 إثر اعتداء مسلح على أحد فنادق مراكش (جنوبي المغرب) ونسبته الرباط إلى أجهزة الاستخبارات الجزائرية. وأشارت الصحيفة على غرار ليبرتي إلى أن "ما هو جديد في المقابل، هو الإرادة التي أبداها (الملك) في المبادرة بتسوية كافة المشاكل العالقة" وهو موقف الجزائر وفق ما أفادت الصحيفتان. لكن صحيفة الشروق اليومي رأت في خطاب الملك "محاولة أخرى لمضايقة الجزائر أمام الرأي العام العالمي"، وأوضحت أن هذه المرة الثانية في خلال شهر يتطرق فيها ملك المغرب إلى فتح الحدود، في إشارة إلى رسالته بهذا الصدد في الخامس من يوليوز الماضي بمناسبة يوم الاستقلال في الجزائر. وفي خطوة تدعو إلى الاستغراب، لم تتطرق الوطن التي تعتبر من أبرز الصحف بالفرنسية، إلى الخطاب الذي ألقاه الملك السبت رغم أنها تحدثت عنه على موقعها في شبكة الإنترنت. أما صحيفة المجاهد اليومية الرسمية فاكتفت بنشر رسالة التهنئة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الملك المغربي في الذكرى الثانية عشرة لتوليه العرش، على صفحتها الأخيرة. وكان محمد السادس قد جدد دعوته، في خطابه بمناسبة الذكرى ال12 لاعتلائه العرش، لتطبيع العلاقات وإعادة فتح الحدود مع الجزائر، وقال إن بلاده تريد بناء تكتل اقتصادي متكامل في شمال أفريقيا. وقال إن المغرب يتطلع لبدء "دينامية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة من أجل تطبيع كامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين بما فيها فتح الحدود البرية". من جهته دعا عبد العزيز بوتفليقة إلى بناء علاقات نموذجية مع المغرب، و"مد جسور التآخي والتعاون وحسن الجوار" من أجل بناء علاقات ثنائية نموذجية كفيلة بخدمة المصالح المشتركة" للبلدين. وقال بوتفليقة في رسالة تهنئة بعث بها إلى محمد السادس بمناسبة الذكرى ال12 لاعتلائه العرش خلفا لوالده الراحل الحسن الثاني، إن الشعبين المغربي والجزائري "تربطهما أواصر التاريخ وتعنيهما تحديات المستقبل المشترك".