تعرف بعض شوارع سطات، ومراكز قروية مجاورة لهذه المدينة، انتشار خيام منصوبة ومقاه علّقت عليها لافتات تعلن تقديم وجبات إفطار الصائمين بالمجان، لما له من أجر مؤكد في الدين الإسلامي، أو تقديم قفة رمضانية تشتمل على موادّ مختلفة للطبقات المعوزة طيلة شهر رمضان، سواء من قبل أشخاص ذاتيين أو جمعيات المجتمع المدني التي تنشط في العمل الخيري؛ ناهيك عن المساعدات المقدمة من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن. هسبريس زارت خمسة مواقع لجمعيات المجتمع المدني المهتمة منذ مطلع شهر رمضان بتقديم وجبات الإفطار، أو تقديم قفة رمضان للأسر المعوزة...يبدأ الاستعداد لاستقبال الصائمين ساعة قبل أذان المغرب..موائد منتشرة على طول الرصيف أو داخل خيام منصوبة لهذا الغرض، عليها مواد غذائية مختلفة..تمر وحليب وجبن وبيض، وحلوى وعصائر وفطائر وخبز وشاي، مع تعديل الوجبة حسب حمية المستفيد المصاب ببعض الأمراض. فقراء يفطرون بحكم عدم وضع أي شروط من قبل المشرفين على تقديم موائد الرحمان طيلة شهر رمضان، فإن نقط الإفطار تستقبل فئات مختلفة من الصائمين، منهم الفقراء المعوزون وبعض المتسولين والمتسولات، وكذا الأفارقة المنحدرون من جنوب الصحراء الذين يستجدون المارة أو سائقي السيارات بالقرب من إشارات المرور بشارع الحسن الثاني بسطات، إضافة إلى عدد من الطلبة وعابري السبيل. وتختلف استفادة الصائمين من موائد الرحمان بسطات حسب رغبات الأشخاص، فهناك من يفضل تناول الوجبة بالأمكنة المعدة لذلك من قبل المشرفين على الإفطار، وهناك من يأخذ وجبته ويتوجه بها إلى الساحات العمومية المجاورة بعيدا عن الأنظار، في حين يفضل البعض الآخر أخذ بعض المواد، كالبيض والحليب و"الحريرة"، ويتوجه إلى مقر إقامته ليضيفها إلى ما أعدّه رفقة أصدقائه الطلبة. أحد المشرفين على مقهى لتقديم وجبات الإفطار المجّانية قال: "كيستافدو في النهار من 200 إلى 300 شخص من مختلف الأعمار والفئات..وأوصانا المحسن الممول لهذه الصدقات بعدم منع أي شخص قصد المقهى.. أو استغلال الصدقات في أي غرض أو دعاية غير ابتغاء وجه الله"؛ في حين أجمع عدد من الجمعويين بعدما استأذناهم بالتصوير على أنهم يقدمون الخدمات لما يفوق 5 سنوات كجمعيتي الوفاء للتنمية والأعمال الاجتماعية وجمعية صنّاع البسمة، مؤكدين أن الإشكال المطروح هو قلة الدعم لتحسين الوجبات والرفع من عددها. ضد الفقر والهشاشة عبد الكريم حمدون، أمين مال جمعية السلام للإنماء الاجتماعي فرع سطات، قال في تصريح لهسبريس إن الجمعية التي يمثلها دأبت على تقديم قفة رمضان منذ سنة 2000، أي لما يقارب 17 سنة، وزاد: "يبدأ التوزيع على الفئات المعوزة بعد حصر اللائحة المكوّنة من صنفين، قبل بداية رمضان؛ ويتعلق الأمر بالمستفيدين الرسميين البالغ عددهم 57 أسرة، تتبناها الجمعية على طول السنة من حيث مصاريف تدريس أبنائها وتزويدهم بكسوة العيد، إضافة إلى الأنشطة المختلفة والدعم المدرسي والتخييم الصيفي حسب السنّ". وبخصوص الصنف الثاني أوضح ممثل جمعية السلام أنه يتعلق بالمستفيدين الموسميين، الذين بلغ عددهم خلال هذه السنة 743 أسرة، استفادت من قفة رمضانية تضمّ مواد غذائية كالسكر والدقيق والشاي والزيت والقطاني والمعجنات، ممولة من قبل الجمعية أو بدعم من قبل الشركاء، كالمجلس البلدي وبعض الوحدات الصناعية والمحسنين، مضيفا أن الجمعية تقدّم خدماتها التضامنية بكل استقلالية وفق قانونها الأساسي. وإذا كانت موائد الرحمان لا تضع أي شروط فإن توزيع قفة رمضان يخضع لمعايير تخوّل الاستفادة لأسرة دون أخرى، لخّصها أمين مال جمعية السلام بسطات في تقديم طلبات الاستفادة من قبل المعنيين بالأمر، وبعد ذلك تقوم لجنة مكونة من أعضاء من الجمعية بالتحري في الوضعية الاجتماعية للأسر التي تقدمت بطلباتها، بحيث يجري التركيز على معايير عدّة، كالفقر والهشاشة واليتم.