ما زالت مستمرةً تفاعلاتُ القرار المفاجئ لكل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وبلدان عربية أخرى بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، إثرَ نشر وكالة الأنباء القطرية تصريحات منسوبة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، قال فيها إنّ إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وهي التصريحات التي قيل إنها نشرت على وكالة الأنباء القطرية بعد اختراقها. وفي خضمّ هذه التفاعلات، لم يَصدر أيُّ موقف عن المغرب إزاء ما يجري بين الدول الخليجية الأربع، التي تُعدّ من أكبر أصدقائه في المنطقة. وزيرُ الخارجية القطري أجرى أمس الاثنين اتصالات مع وزراء خارجية أربع دول عربية، من ضمنهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بحسب ما نشرت وزارة الخارجية القطرية في موقعها الإلكتروني، دون أن تقدم أي إفادات حول فحوى هذه الاتصالات. خالد الشكراوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، جوابا على سؤال حول ما إنْ كانت مصالح المغرب ستتأثر بعد الخلاف الذي نشب بين السعودية والإمارات والبحرين مع قطر، خاصة في الشق المتعلق بالمساعدات المالية التي يحصل عليها من طرف مجلس التعاون الخليجي، (قال) إنَّ المغرب "ليس من مصلحته أن يُقحم نفسه في هذا الخلاف". وأضاف: "عين الصواب أن يتخذ المغرب موقفا محايدا، بلْ أن يتجاوز منطق الحياد؛ وذلك بالحرص على الحفاظ على علاقات الصداقة والأخوّة مع الجميع؛ لأن الكل يُعتبر شركاءه، صحيح أنَّ له علاقات خاصة مع السعودية والإمارات والبحرين، ولكن صحيح أيضا أن العلاقات مع قطر تحسّنت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وأصبحت جيدة". وبخصوص ما إنْ كان المغربُ سيقف موقف الحياد، خاصّة وأنَّ "خصوم" قطر في هذا الخلاف دول لها علاقات قوية جدا مع الرباط، فضلا عن الحديث عن كون الولاياتالمتحدةالأمريكية جزء منه، قال الشكراوي إنّ المغرب "لا يدخل في نطاق اهتمامات الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن، وليس ورقة صعبة في السياسة الخارجية الأمريكية"، مشيرا إلى أنّ الورقة التي تراهن عليها واشنطن هي السعودية. واستطرد أستاذ العلاقات الدولية بأنَّ المغرب ليس من مصلحته أن يعوّل على شريك أو شركاء معيّنين في الخليج، بل عليه أن يقيم علاقات جيدة مع الجميع، "وبإمكان المغرب أن يسلك نهج صفر مشكل مع الجميع؛ لأنّ لدينا مشروعا تنمويا في الطريق، ولدينا أهدافا معينة على الأقل على المستوى القاري، وتحديات كبرى على مستوى علاقاتنا مع الجيران، وتحديات على المستوين الداخلي والخارجي، ونحن في طور بناء ديمقراطي ما زال لم يكتمل"، يقول المتحدث. من جهة أخرى، أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أمس الاثنين، عن "أسفها واستغرابها الشديد" لإقدام السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين على قطع علاقاتها الدبلوماسية وإغلاق حدودها ومجالها الجوي معها، معتبرة أنّ هذه الإجراءات "غير مبررة وتقوم على مزاعمَ وادعاءات لا أساس لها من الصحة". وفيما لا تزالُ حيثيات الخلاف الذي نشب بين قطر والدول الخليجية الثلاث سالفة الذكر غير واضحة، قال خالد الشكراوي إنّ استمرار التوتر بين هذه الدول ليس من مصلحتها، موضحا: "دول الخليج دول صغيرة، رغم أن إمكانياتها المالية قوية، ولكنها مرتبطة على المستوى الاقتصادي والأمني بالخارج؛ لذلك فقوتها في تكتل دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة وأنّ دولة سلطة عمان تقف على الحياد. وإذا خرجت قطر، فإنّ مجلس التعاون الخليجي سيتصدّع".