أكد مصدر موثوق خبر اعتقال الناشط الريفي البارز ناصر الزفزافي، ليلة الأحد الاثنين بالحسيمة، وذلك بعد يومين من اختفائه عن الأنظار، وإصدار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة لأمر بإلقاء القبض عليه قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة، في قضية اقتحام مسجد محمد الخامس وسط المدينة. وتشير المعطيات، المستقاة من مصادر مقربة من الزفزافي، إلى أن عددا من الفعاليات والنشطاء ناشدوا "أيقونة الحراك الريفي" تسليم نفسه إلى السلطات من أجل وقف حالة الاحتقان التي خلقتها حملة الاعتقالات التي طالت عددا من نشطاء الحراك، إثر خروج المئات من ساكنة الحسيمة ونواحيها في تظاهرات ليلة عمدت القوات العمومية إلى منعها. وكان آخر ظهور الزفزافي مساء يوم الجمعة الماضي، دقائق بعد اختفائه عقب المواجهات الأمنية التي جرت أمام منزله بحيّ "ديور الملك" وسط الحسيمة، في مقطع مصور دام 3 دقائق من "مكان مجهول"، دعا فيه المحتجين إلى مواصلة الحراك والتمسك بالسلميّة في مواجهة قوات الأمن، ونادى بتنفيذ إضراب عام وإغلاق المحلات التجارية بالمدينة. وظل اسم ناصر الزفزافي حاضرا بقوة في شوارع وموائد ساكنة الحسيمة ونواحيها، كما باقي المدن المغربية؛ حيث أثار اختفاؤه عن الأنظار منذ حادث محاولة اعتقاله من فوق سطح منزله، يوم الجمعة الماضي، تساؤلات عدة رافقتها شائعات همت اختطافه وفراره خارج المغرب. وكانت ألسنة بعض النشطاء في الحسيمة وساكنتها تلوك ما يفيد بأن الزفزافي ما يزال في المدينة، داخل أحد المنازل أو في نواحي الحسيمة، مختبئا لدى أحد أنصاره الذي قام بتهريبه عبر سيارة خاصة، بعد الفرار عبر السطوح عقب "أحداث الجمعة"، فيما تشير سبق لآخرين أن روّجوا أن "الناشط الريفي متواجد حاليا خارج التراب الوطني، وبالضبط بإسبانيا، بعد تهريبه بطريقة كان مخططا لها مسبقا"، وفق تعابيرهم. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة قد أمر بإلقاء القبض على ناصر الزفزافي، قصد البحث معه وتقديمه أمام النيابة العامة، إثر إقدامه "على عرقلة حرية العبادات وتعطيلها أثناء صلاة الجمعة بمعية مجموعة من الأشخاص أثناء تواجدهم داخل مسجد محمد الخامس بالحسيمة، وإقدامه على منع الإمام من إكمال خطبته، وإلقائه داخل المسجد خطابا تحريضيا أهان فيه الإمام، وأحدث اضطرابا أخل بهدوء العبادة ووقارها وقدسيتها".