لا يمكن أن يمر ذكر حركة حماس في خطبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصمها بالإرهاب، في عاصمة المملكة العربية السعودية، مركز الإسلام والمسلمين، لا يمكن أن يمر هذا الذكر السيئ مرور الكرام. لم تعرف حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين ( حماس ) منذ تأسيسها سنة 1987 مرحلة أكثر حساسية كما تعرفها الآن، حتى في مرحلة الاغتيالات الشهيرة و البطش الإسرائيلي المتنوع، لم تعرف الحركة تهديدا حقيقيا في وجودها كما تعرفه اليوم. منذ تاريخ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في صيف سنة 2007، ودخول ما سمي آنذاك ب(الحسم العسكري) حيز التنفيذ، لم تهدد الحركة، بشكل مباشر، في وجودها، كما يحصل اليوم. كان الوجود الحركي لحماس دائما مرتبطا بمدى احترامها لمسببات وجودها القائم على اعتبار صراعها مع إسرائيل هو صراع وجود وليس صراع حدود، كما كان تعاملها مع متغيرات منطقة الشرق الأوسط يتميز بكثير من الحذر السياسي، رغم اتساع هوامش عملها العسكري ضد إسرائيل، من حيث النوع، بامتلاكها أسلحة نوعية جديدة، مكنتها من الصمود في كثير من المواجهات العسكرية، ومن حيث الكيف، بتغييرها لإمكانيات مناوراتها السياسية وفق قواعد اللعب السياسي في الشرق الأوسط بتنسيق، مباشر وغير مباشر، مع الفاعلين الأساسيين في المشهد، سواء الحلفاء أو الأعداء. استطاعت حركة حماس الصمود في وجه كل حملات الاقتلاع التي قامت بها أكثر من جهة، سواء بأدوات سياسية أو بأدوات عسكرية ، حتى تبين للجميع أنها أضحت رقما صعبا في المعادلة السياسية والاستراتيجية للشرق الأوسط يصعب كثيرا القفز عليه. صحيح أنها كانت تستفيد من التناقضات الكبيرة التي ميزت منطقة الشرق الأوسط في العشرين سنة الأخيرة، فاستفادت من الدعم القطريالمالي الكبير، وطورت قدراتها العسكرية، عدة وعتادا، بالاستفادة من تجربة حزب الله اللبناني، واستعانت بمظلة دولة تركيا الدبلوماسية في تسويق وضعها باعتبارها ضحية مباشرة للعدوان الصهيوني، هذا فضلا عن الحرص الشديد على امتدادها الاستراتيجي الأهم وهو الدعم الغير مشروط لسوريا والحفاظ على توازن العلاقة معها، ومن خلالها مع إيران بكل ما تعنيه إيران من مواقف الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية، بغض النظر عن الفصائل وخلفياتهم وتوجهاتهم. يمكن إضافة عامل آخر، لعب هو الآخر دورا حيويا في تثبيت حركة حماس وتقوية مواقفها، هو قناة الجزيرة وما قدمته من دعم إعلامي كبير سواء في التغطية الخاصة لزيارات (أردوغان ) و(الشيخ حمد) للقطاع، أو في إثارة المواقف الإقليمية والدولية من الحصار المضروب على القطاع، أو في المتابعة الحية والمباشرة للمحاولات الدولية لفك الحصار، عن طريق البر والبحر، وما رافق ذلك من أحداث استغلتها قناة الجزيرة باحترافية كبيرة لصالح الحركة. استطاعت حركة حماس في هذه المرحلة التغلب على كل مشاكلها، أو على الأقل التعامل معها وفق آليات تدبيرية تأخذ في الاعتبار مسببات الأزمة في القطاع، تاريخيا واجتماعيا ثم سياسيا واقتصاديا، وإمكانيات تسييرها، لأن الخروج منها كان وسيظل مستحيلا. كانت حركة حماس، إبان هذه الفورات السياسية، تبتعد أكثر فأكثر عن المملكة العربية السعودية، باعتبارها الراعي الرسمي لحركات الإسلام السياسي المعتدل، كما كانت تبتعد عن الموقف الرسمي للدولة المصرية، وتحافظ فقط على مسافة تنظيمية فاصلة لتنسيق استخباراتي كان مستمرا ودائما، والذي كانت تحكمه حاجات إنسانية أكثر منها سياسية، يحددها (معبر رفح) و ما يحمله هو الآخر من تناقضات تشتعل و تخبو حسب الظروف السياسية في مصر والمنطقة، وفي أحسن الأحوال كانت مصر تلعب دور الإطفائي للتدخل بين الفصائل الفلسطينية، بلغ هذا الدور قمة نجاحه حينما وقعت الفصائل الفلسطينية على ما يصطلح عليها بالورقة المصرية ( وثيقة الوفاق الوطني للمصالحة)، ولكن بدون نتائج ملموسة وواقعية على الأرض الفلسطينية. تعايشت حركة حماس مع متغيرات المنطقة ، واستغلت كل الأوراق السياسية الرابحة في تلك المرحلة من أجل تمكين حكمها وتثبيته في قطاع غزة ، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، ولعبت على وتر المتناقضات السياسية في المنطقة، بشكل جعل عزفها السياسي متناغما مع غنائمها الاقتصادية إذ انهمرت المساعدات المالية والعينية من كثير من الجهات التي أضحت راعيا رسميا لقطاع غزة ومن خلالها حركة حماس، في مقدمتهم تركياوقطر. فما الذي حصل حتى وجدت حركة حماس نفسها في وضعية لا تحسد عليها؟ قوض الربيع العربي الكثير من الثوابت في العالم العربي، وأحدث رجة قوية في البنية العامة للحكم العربي التقليدي، وظهر للعيان، حينئذ، أن التيار الثوري العربي جارف، يستطيع اقتلاع أكثر الدكتاتوريات العربية صلابة، كما استطاعت الشعوب العربية خلخلة البنيات الفكرية والسياسية والاقتصادية التي كانت متحكمة في نظم الدول العربية، وجعلت النخب السياسية والدول الغربية الراعية للأنظمة التقليدية والاستبدادية تنزوي، ولو إلى حين. أيدت حركة حماس كل الحركات الثورية، واعتبرتها من المتغيرات التي تخدم الحركة، لهذا أيدت الاحتجاجات في تونس ونجاح الثورة فيها، ثم كان تأييدها أكثر وضوحا للثورة الليبية، أما الثورة في مصر، بكل تجلياتها ومآلاتها السياسية التي أوصلت الإسلاميين إلى الحكم، فكانت بالنسبة لحركة حماس هي النموذج النهائي الذي يجب أن يعم كل البلدان العربية. من هنا تعاملت حركة حماس مع الأحداث المستجدة في سوريا بنفس المنطق، الشيء الذي جعل موقفها اتجاه الحليف الاستراتيجي الذي هو دولة سوريا، يخضع لضغوطات قطرية وتركية، وبالتالي السقوط في أول خطأ استراتيجي قاتل، وهو الرهان على الممكن، الذي هو إمكانية نجاح الثورة في سوريا، عوض الرهان على الكائن، الذي هو الصمود الكبير للنظام السوري بمساندة قوية من روسيا والصين. لم تحسن حركة حماس قراءة الموقف الروسي والصيني في مجلس الأمن، واستعمال حق الفيتو لصالح سوريا، كما لم تقدر، التقدير الحسن، مدى الدعم العسكري والاقتصادي الذي حضي به النظام في سوريا من إيران وحزب الله، وانصاعت للإملاءات أو التوجيهات القطرية والتركية، ثم كانت القطيعة التي بدأت بنقل مقر القيادة الخارجية لحركة حماس من دمشق، ثم التعبير بعد ذلك عن المواقف السياسية للحركة بشكل ينحاز إلى الثورة. وكان عزاء حماس الوحيد في خسارتها لحليفها الاستراتيجي، هو كسب ود ودعم ومساندة حليف افتراضي آخر هو الإخوان المسلمين في مصر. غير أن الزلزال الاستراتيجي الكبير الذي ضرب منطقة الشرق الأوسط، والذي ابتدأ بتقزيم الدور القطري في المنطقة، وانحسار التأثير التركي على مجريات الأحداث، والذي فسر على أنه عقاب للدولتين لفشلها في القيام بالدور المرسوم لهما من طرف الراعي الرسمي للمنطقة، وعدم قدرتهما على إنهاء الترتيبات المدروسة للشرق الأوسط الكبير أو الجديد، بالسيناريو المتفق عليه، كان لابد أن يكون من نتائجه المباشرة نقل الدولتين من الصف الأمامي في صنع الأحداث إلى الصفوف الخلفية، خاصة مع ظهور لاعبين آخرين كالروس والإيرانيين مسنودين بفيتو صيني جاهز للاستخدام. غير أن الضربة التي يمكن أن تكون قد قسمت ظهر حركة حماس، هي التي أتت من دولة مصر بعد نجاح الانقلاب العسكري، وتغير اللعبة السياسية هناك بشكل دراماتيكي. تحول الموقف المصري الرسمي من راع رسمي لحركة حماس في قطاع غزة، إلى رافض لها بشكل مطلق، وتم استغلال كل أساليب التقارب بين الإخوان المسلمين، سواء في مصر أو قطاع غزة، بشكل عكسي، إذ تمت إعادة القراءة لكثير من التفاهمات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في سياق آخر، وتم استعمال عنصر التفسير السياسي الماكر للكثير من القرارات السيادية لحكومة الإخوان في مصر، وتم تكييفها مع المتغيرات المرتبطة بالانقلاب العسكري، لكي تصبح كل التفاهمات بين دولة مصر في عهد الإخوان، وحركة حماس تواطؤا حركيا إخوانيا غير بريئ، ثم ليصبح في آخر المطاف خيانة عظمى تستوجب التجريم لإخوان مصر، كما تستوجب رد الدين والقصاص من التدخل الإخواني الحماسي في شؤون مصر. أربكت هذه الأحداث الفعل السياسي والموقف الاستراتيجي لحركة حماس، ولم تنفع كل محاولات الحركة لتبرير مواقفها المساندة لإخوان مصر، كما لم تنفع التصريحات المتعددة لعدد من زعماء حركة حماس الكبار في تليين أو تغيير الموقف المصري اتجاه الحركة، الأمر الذي انتهى بورطة كبرى أو هوة سحيقة سقطت فيها حركة حماس جعلتها عاجزة عن مسايرة التغيرات العميقة التي طرأت على المنطقة، وعن الاستمرار في تقديم أداء سياسي يليق بتاريخ الحركة وبوثيقتها التنظيمية والإيديولوجية الأولى. الوجود الجديد لحركة حماس في رقعة سياسية تغيرت فيها الكثير من القواعد، وتغير فيها الكثير من اللاعبين السياسيين، جعلها محرومة من سندها الإديلوجي والاقتصادي الذي هو الإخوان المسلمين في مصر، في الوقت الذي فقدت فيه مساندها ومعضدها الأول الذي هو سوريا، وفي نفس الوقت فقدت واحدا من أكبر مموليها الذي هو إيران. وإذا أضفنا قطع الشريان الرئيسي للاقتصاد الحمساوي المتمثل في تجارة الأنفاق، سنجد أن حركة حماس، بين عشية وضحاها، وجدت نفسها عارية وعاجزة وفاقدة لأدوات العمل السياسي في المنطقة. ورطة حركة حماس. دفعتها إلى ضرورة التفكير في تغيير جذري في الرؤى والاختيارات السياسية التي كانت توجه الحركة طيلة المدة الزمنية الأخيرة، حركة حماس الآن مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بتدوير الرؤية الاستشرافية لمواقفها السياسية وحتى الإيديلوجية، حركة حماس الآن مطلوب منها نقد ذاتي صارم، مادامت كل حساباتها السياسية كانت في غير محلها، ومادامت كل الظروف المحيطة بها تحتم عليها ذلك، لأن تغيير الواقع السياسي يتبعه ضرورة تغيير في الفاعلين السياسيين. بناء عليه، تقديم حركة حماس لتنازلات استراتيجية في وثيقتها الأخيرة أمر مفهوم ومبرر، بمنطق سياسي براغماتي، ولكن، هل ستستطيع الحركة الحفاظ على موقعها الاعتباري والخروج بأقل الخسائر الممكنة في تعاملها مع المستحجدات الأخيرة التي طرأت على المنطقة؟ هل المراجعات الفكرية والسياسية التي تقوم بها الحركة، كافية لتقديم شهادة حسن سلوك جديدة للراعي الرسمي للمنطقة؟ هل يقبل الراعي الرسمي للمنطقة بحركة حماس كلاعب سياسي في خريطة الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، خاصة في عهد رئيس أمريكي جديد لا يُؤْمِن إلا بالمكاسب؟ هل تغيير شروط اللعب السياسي في سوريا وتراجع الخيار العسكري في حسم الوضع فيها، يخدم حركة حماس أم يساهم في تأزيم وضعيتها؟ هل الموقف السعودي، ومن خلاله الموقف الخليجي العام من حركة الإخوان المسلمين في العالم العربي، يمكن أن يكون عاملا آخر يساهم في تسريع وتيرة التخلص من حركة حماس، لأن الجميع يعلم كم الكراهية التي توجه الموقف السعودي والخليجي من الإخوان المسلمين، باستثناء دولة قطر طبعا، خاصة وأن النموذج المصري لازال حاضرا بشكل مثير جدا متمثلا في الدعم السياسي الكبير والمساعدات المالية الكبيرة التي تقدم للحكم العسكري الذي أسقط الإخوان في مصر ؟ هل يمكن لحكم حركة حماس أن يستمر في قطاع غزة، بدون دعم مالي وبدون مساندة سياسية من بعض الأطراف الفاعلة في المنطقة؟ هل يمكن لحركة حماس أن تستمر في تسويق نفسها كحاملة للواء المقاومة في وقت تغيرت فيه الكثير من المعادلات السياسية في المنطقة؟ إلى أي حد يعتبر الرأي القائل، بأن الشرق الأوسط الجديد سيكون بدون وجود الإخوان المسلمين، منسجما مع المستجدات الموضوعية في العالم العربي بعد انهيار مقولة الربيع العربي؟ هل النموذجان المغربي و التونسي في الحكم، اللذان أفرزهما الربيع العربي، لازالا صالحين للبناء على مقتضاهما، في النظر إلى حركة حماس، بالرغم من مآلاتهما التراجعية الكثيرة؟ هل تستطيع حركة حماس الصمود في وجه الإعصار الذي يضرب منطقة الشرق الأوسط؟ كل المؤشرات تشير إلى أن صيف حركة حماس سيكون حارقا جدا، وأن العد العكسي قد بدأ لترتيب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بواسطة لاعبين كبار يعيدون تركيب اتفاقية ( سايكس بيكو ) وفق نوازل جيوسياسية أفرزتها المواجهات العسكرية المحبوكة بعناية في العراقوسوريا، سواء ضد الإرهاب أو ضد النظام السوري، في اتصال وثيق مع ما يجري في اليمن ولبنان وليبيا وعدد آخر من دول الجوار. انطلاقا من هذه المعطيات، يرى بعض المتتبعين أن الوقت مناسب جدا الآن لإسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة، وأن وصم الرئيس الأمريكي للحركة بالإرهاب في قلب المملكة العربية السعودية ( الرياض) وبحضور الكثير من الزعماء العرب والمسلمين، وفي مقدمتهم أحد أشد أعدائها الذي هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هي إعطاء الإشارة الأولى لانطلاق عملية الإسقاط. نفس المتتبعين يرجحون فرضية إمكانية قيام الجيش المصري بمهمة السيطرة على قطاع غزة في حالة الضرورة، وأن الأحداث العسكرية الجارية في سيناء واتساعها كافية لترتيب الأوضاع في كل المنطقة، بما فيها القطاع، لتجريد حركة حماس من حكمها، وبالتالي فلا نستغرب إذا ما تدخل الجيش المصري لترتيب أو تغيير الأوضاع في قطاع غزة بالقوة العسكرية، بعد الحصار الاقتصادي، طبعا بدعم ومباركة من جهات إقليمية ودولية متعددة، على رأسها إسرائيل. إن التراجع في التأثير في الأحداث يتبعه ضرورة انحسار في الفاعلية السياسية، لذلك حركة حماس يمكن أن تكون قد دخلت في مرحلة الانحسار الذي يتبعه الموت السياسي. يبقى الرهان الوحيد الذي يمكن أن تستغله الحركة هو الورقة الإسرائيلية، لذلك، يمكن اعتبار البند 20 من وثيقة 1 ماي 2017 الذي يعترف بإمكانية وجود دولة فلسطينية على خطوط 4 يونيو 1967، والتي تلاها خالد مشعل، يمكن اعتبار هذا البند هو المفتاح الذي اهتدت إليه الحركة لتقديم استعطافها لإعطائها جرعة حياة جديدة، أو هو أول الغيث في مسلسل الاندحار الذي يمس مصداقية حركة حماس ومبرر وجودها منذ اليوم الأول. هل هذا هو الثمن الذي قبضته حركة حماس جراء قطعها لشعرة معاوية مع نسيجها الطبيعي الممتد داخل حركات المقاومة والداعمين لها في العالم العربي والإسلامي؟ هل كانت حركة حماس تراهن على تغيير مضمون وثيقتها السياسية كخطوة استباقية لقطع حبلها السري الذي يجمعها بحركة الإخوان المسلمين؟ هل هذا التحول التاريخي الوجودي الذي عبرت عنه حركة حماس في وثيقتها سيشفع لها في تسويق نفسها من جديد؟ هل هذه النقلة النوعية في رقعة الشرق الأوسط المعقدة، التي أقدمت عليها حماس، محسوبة؟ قد يكون من تحصيل الحاصل القول بأن حركة حماس لم تعد هي حركة حماس، وأن اختيار اللحظة الحاسمة، للتعبير عن الواقعية السياسية التي تتطلبها المرحلة، لم يكن بالحنكة الاستراتيجية التي يتطلبها تقدير الموقف السياسي. حذف العبارة الصريحة الداعية إلى تدمير دولة إسرائيل من أدبيات حركة حماس في وثيقتها الأخيرة هل يكون هو كلمة السر التي ارتأت الحركة أنها ستفتح بها مرحلة تاريخية جديدة بالقرب أو في حضن الراعين الجدد والقدامى لمنطقة الشرق الأوسط، بعيدا عن الحاضن الطليعي الذي هو تيار المقاومة؟ عبارة عرفات الشهيرة ( العهد هو العهد والقسم هو القسم ) التي تعتمدها حركة فتح في تبرير ممارساتها واختياراتها السياسية، قد تكون صالحة في هذا السياق، لكي نقول مع الرافضين لانعطافة 180 درجة التي قامت بها حركة حماس اتجاه إسرائيل، ( العهد لم يعد هو العهد، والقسم ليس هو القسم وحماس لم نعد هي حماس ).