بصوت كسير، استَحضَر محمد بلعوشي، الخبير في الأرصاد الجوية، سنوات طويلة قضاها بالعمل رفقة "سيدة الطقس" سميرة الفيزازي، التي وافتها المنية بعد معاناة مريرة مع مرض السرطان، اليوم الجمعة بالرباط. "لو سمح ديننا بأن أتَّخذها أختا حقيقية لكان الأمر شرفا لي"، يقول بلعوشي الذي قدم تعازيه الحارة إلى زوج الراحلة وابنتيها، مؤكدا أن علاقة أخوية في إطار من الاحترام والمهنية والتعاون كانت تسود بين المسؤولين بالأرصاد الجوية وبين الإعلامية المتوفاة. وأبرز المتحدث، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن أول لقاء جمعه بسميرة الفيزازي إشرافه على تكوينها رفقة ثلة من الإعلاميين، موضحا أنه أشرف على تكوين رَصدي علمي لفائدتها، رفقة إعلاميين يشتغلون بميدان الأرصاد الجوية، عقب اختيارها لتقديم النشرات الجوية. ويحكي بلعوشي أن الشابة التي التحقت كإعلامية بالقسم الإسباني، حينها، وقع عليها الاختيار رفقة نخبة من الإعلاميين لتقديم النشرة الجوية، ثمانينيات القرن المنصرم، في وقت كانت تعمل فيه الشركة الوطنية الإذاعة والتلفزة على تحديث برامجها وإعادة الهيكلة والتحرك قدما صوب الأمام. وأفاد المتحدث بأن الفيزازي عملت على تقديم النشرة الجوية بطريقة جدية وعلمية تستند إلى معطيات الأرصاد الجوية، عقب فترة كانت تقدم النشرة بطريقة هزلية ومرحة بتوقيع الفنان عزيز الفاضلي، موضِّحا أن الفيزازي عُرفت بكاريزميَّتها وتَفانيها في العمل. وأبرز محمد بلعوشي أن الفيزازي كانت معروفة بالمهنية والانضباط وشغَفها بالعمل، لافتا إلى خطوات التَّجديد التي كانت تنْهجُها لتطوير العمل منادية بتجديد المفاهيم، بالإضافة إلى تقديم أفكار بناءة تسهل عمل الباحثين في الأرصاد، متابعا "لم نعد نفرق إن كانت الفيزازي باحثة في الأرصاد أم إعلامية"، يقول بلعوشي. ويختم الخبير في الأرصاد الجوية كلامه التأبيني عن "سيدة الطقس" بالقول: "قد أستطيع نسيان كل مميزات الفيزازي التي سبق لي ذكرها؛ لكن ما لن أستطيع نسيانه بالمرة هو طيبوبتها الخارقة للعادة، فقد كانت المرحومة مستعدة لمساندة ومساعدة جميع من يحتاجها، وكانت ملهمة كثير من مرضى السرطان، سأتذكرها ما حييت".