أعلن نشطاء الحراك الشعبي في الحسيمة نجاح الإضراب العام الذي نفذ اليوم الخميس، ردا على تصريحات أحزاب الأغلبية الحكومية، التي اتهمت بعض نشطاء الحراك بالانفصال وتلقي دعم خارجي في لقاء جمعها الأحد الماضي مع وزير الداخلية. وابتداء من الساعة السادسة من مساء اليوم، انطلقت مسيرة حاشدة من وسط الحسيمة، وصفت بأنها "تاريخية ومليونية". وأوردت مصادر من داخل الاحتجاج أن عدد المحتجين، الذين قدموا من مختلف مناطق المدينة، بلغ قرابة 100 ألف؛ فيما قدرت مصادر رسمية العدد بحوالي 3500 محتج فقط. وفي وقت لم ترفع الأعلام الوطنية في المسيرة الحاشدة، اكتفى بعض المحتجين برفع الأعلام الأمازيغية وأخرى تمثل "الجمهورية الريفية" مع صور للشخصية الريفية الوطنية والتاريخية محمد بن عبد الكريم الخطابي؛ فيما كشف النشطاء أن الموعد يأتي ردا على الاتهامات الحكومية للحراك الريفي بالانفصال والمطالبة برفع العسكرة عن المنطقة، رافعين شعارا مركزيا يقول: "هل أنتم حكومة أم عصابة؟". شعارات عديدة رفعت خلال الشكل الاحتجاجي الحاشد، الذي ترقبه العديد من المراقبين، نظرا للإنزال الأمني الكثيف في الحسيمة، من قبيل "عاش الريف أرضي حرة.. المخزن يطلع برا" و"هذا الريف وحنا ناسو والمخزن يجمع راسو"؛ و"شعب الريف قرر رفع العسكرة". ناصر الزفزافي، أبرز وجوه الحراك الريفي، وجه اتهامات وأوصافا قدحية في حق الحكومة ورئيسها، سعد الدين العثماني، إذ وصف الأخير بأنه "أحمق لا يمكن أن أعتاد على بروفيسور متخصص في الحمقى لأنه ربما تأثر بهم بل هو أحمق". وطالب الزفزافي، في كلمة له خلال الموعد الاحتجاجي، وزيري العدل والداخلية باستدعاء العثماني "بتهمة زعزعة استقرار البلاد"، لأنه "قام عام 2011 إبان الحملة الانتخابية لحزب اللاعدالة واللاتنمية بالدعوة إلى حكم ذاتي للريف"، حسب تعبيره، قبل أن يتوجه بالهجوم على الأحزاب واصفا إياها ب"الدكاكين السياسية المكونة للجوقة الحكومية". وقال المتحدث ذاته: "حضور الجماهير الشعبية بهذه الكثافة اليوم رد صريح على بلطجية الحكومة التي جمعها وزير الداخلية..وهو الاجتماع الذي يؤكد أن عهد البصري مازال في حكومة فاشلة خرجت باتهامات خطيرة لنا، في محاولة لتصفية صراعات سياسية ضيقة على حساب الحراك الشعبي لأبناء الريف". وجدد النشطاء مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، خاصة مطلب رفع العسكرة؛ فيما أعلنوا استعدادهم للحوار على أرضية الوثيقة المطلبية المسطرة منذ ما يزيد عن ستة أشهر، مع كشفهم الاستمرار في أشكالهم النضالية التي وصفوها ب"السليمة والحضارية".