بعد أزيد من شهر على عدم انعقاد المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بسبب الخلافات الحادة بين إدريس لشكر، الكاتب الأول ل"الوردة"، وبين العشرة الغاضبين منه داخل المكتب السياسي، على خلفية المنهجية التي تم بها إعداد المؤتمر الوطني العاشر، يرتقب أن تلتئم قيادة حزب الوردة في آخر اجتماع لها. وحسب ما علمت هسبريس، فقد وجّه لشكر دعوة إلى أعضاء المكتب السياسي لحضور الاجتماع الذي سيخصص للمصادقة على التقرير السياسي الذي سيقدمه لشكر أمام المؤتمرين، وكذلك التقرير المالي الذي سيتم عرضه أمام المؤتمر للمصادقة. مصدر من داخل العشرة الغاضبين كشف لهسبريس أنهم لن يحضروا الاجتماع الذي دعا إليه الكاتب الأول المنتهية ولايته، مؤكدين أن الدعوة التي تلقوها شكلية بعدما حضر لشكر من جهة واحدة للمؤتمر في ظل الخروقات التي شابت طريقة انتداب المؤتمرين، وكذلك إعداد وثائق المؤتمر والتي لم تنل مصادقتهم، بالإضافة إلى التقرير المالي والسياسي. وفي هذا الصدد، عقد، أول أمس الأربعاء، العشرة لقاء آخر بالرباط، كاشفين "رفض الكاتب الأول عقد اجتماعات المكتب السياسي منذ ما يزيد عن الشهر، بالرغم من مراسلتنا له ورفضه كل المبادرات التي تقدّمنا بها إلى عبد الواحد الراضي، رئيس لجنة التحكيم والأخلاقيات، والحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية الوطنية للحزب". بيان صادر عن العشرة، توصلت هسبريس بنسخة منه، اعتبر أن "عقد المؤتمر الوطني العاشر للحزب بتدبير فردي أدى إلى إقصاء عدد كبير من الاتحاديات والاتحاديين من حضور مؤتمر حزبهم وإلى تفكير آخرين في مقاطعة أشغال المؤتمر"، موضحا "أن هذا التدبير مخالف لكل الأعراف التي دأب عليها الاتحاد في مؤتمراته، ويسائلنا حول واقع الحركة الاتحادية ويدعونا جميعا إلى للعمل على تصحيحه"، حسب لغة البيان. وحذر الغاضبون من "عقد المؤتمر الوطني العاشر في ظل ظروف تنظيمية مخالفة لكل الشروط المطلوبة لنهضة سياسية وتنظيمية للحزب، موضحين أن الأمر يستدعي وقفة للتأمل في مسار الحركة الاتحادية وتصحيح كل الخروقات التي شابت التحضير للمؤتمر، وخاصة تغييب المساطر الديمقراطية والشفافة المطلوبة قانونا لعقد المؤتمر". ويرتقب أن يتم انتخاب إدريس لشكر ككاتب أول لولاية ثانية، حسب ما تم الإعلان عنه من لدن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والتي أعلنت أنها تلقت طلبا واحدا للكتابة الأولى في الآجال القانونية وضعه الكاتب الأول الحالي الذي سيخلف نفسه. وفي هذا الصدد، سيتم عقد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر ل"حزب الوردة"، يوم السبت المقبل بمدينة بوزنيقة، وسط غضب كبير من لدن قيادات في الحزب، في مقدمتهم عشرة من أعضاء المكتب السياسي، الذين رافقوا إدريس لشكر منذ المؤتمر الوطني التاسع. وكان أعضاء المكتب السياسي قد أبلغوا الكاتب الأول، خلال اللقاء الذي جمعهم يوم الأحد الماضي، ضرورة تأجيل المؤتمر الوطني الذي تم الإعلان عنه، مؤكدين أنه لا يمكن أن يستمر على رأس الحزب، لأن الاتحاد تراجع معه بشكل كبير.