على إيقاعتها الموسيقية المتماوجة بين الصخب، تارة، والهدوء، تارة أخرى، أحيت المغنّية اللبنانية ياسمين حمدان حفلها في مهرجان فاس للموسيقى العريقة. ويُعدُّ الحفل الذي أحيته المطربة اللبنانية، في حديقة جنان السبيل بفاس، الأوّل لها في المغرب، وأدت فيه مجموعة من أغانيها، استهلتا بقطعة تتحدث عن "المواطن المهزوم، اللّي صُوتُو مشْ مَسْمُوع". حمدان قالتْ، في ندوة صحافية قبيْل حفلها، إنها متيّمة بالإيقاعات الكناوية المغربية، حيث ضمّنتْ ألبومها الغنائي الأخير أغنية بإيقاعات كناوية. وجوابا على سؤالٍ حول الجرأة التي تتحلّى بها في أغانيها الموجهة إلى جمهور يُفترض أنه محافظ بطبعه، قالت حمدان: "لا أتقيّد بالحلال والحرام. ما يهمني هو أن يكون الإطار الذي أشتغل فيه حُرّا". المطربة اللبنانية استدركت أنها قد لا تجد دوما مساحات على مقاسها لتتحرك بالحرية التي تريد، وأضافت: "في بعض الأماكن يبقى لزاما أن يتقيد الإنسان بما يجب أن يلبس والكلمات التي يقولها". ياسمين دحمان، رغم أنها تؤدي أغاني بإيقاعات عصرية تميل إلى التغريب، إلا أنها تستوحي قطعها من إرث المطربين العرب القدامى، أمثال محمد عبد الوهاب، وليلى مراد وسيد درويش.. وغيرهم. وأكدت الفنانة نفسها، في هذا الإطار، ضرورة التمسك بالإرث الفني الذي خلفه عباقرة الغناء العربي، قائلة: "يجب علينا أن نتذكر دوما أننا ننتمي إلى عالم فيه كبار، وليس فقط هيفاء وهبي و.. و .."، بتعبيرها. غير بعيد عن "منصة حديقة جنان السبيل"، أقام الفنان المغربي حميد القصري حفلا على الإيقاعات الكناوية في "منصة باب بوجلود"، استقطب جمهورا غفيرا رقص على إيقاعات "الكنبري" لمدة تفوق ساعتين من الزمن. وتتواصل فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقة العريقة، اليوم الخميس، بحفلات متنوعة في مختلف منصات هذا المهرجان الدولي، على أن يسدل الستار على دورة العام الجاري، عند حلول يوم السبت من هذا الأسبوع، بحفل تحييه المطربة اللبنانية ماجدة الرومي.