على إثر انتشار مقاطع فيديو وصور تظهر تلوث مياه بحر مدينة المحمدية، بسبب الغبار الأسود الذي يتطاير بها منذ أسابيع وبات يقلق فعاليات المجتمع المدني، حلت عناصر تابعة لفرقة الشرطة البيئية لتقصي الحقائق، والتي وقفت على ظهور بقع سوداء على مساحة تقدر بحوالي 4000 متر مربع من الجهة الغربية للشاطئ المحاذي للميناء. وحسب ما أكدته كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة التي توجد على رأسها نزهة الوفي، فقد عملت الفرقة الأمنية على أخذ عينات من البقع السوداء لإجراء التحاليل المخبرية حول طبيعة ونوعية المادة السوداء المختلطة برمال الشاطئ، وكذا معاينة المحطة الحرارية للمحمدية ومحيطها الخارجي. كما شرعت فرقة الشرطة البيئية، وفق كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، في أخذ عينات من رمال الشاطئ والمياه الملوثة، من أجل التأكد من صحة تلوث الرمال. وأوضحت كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ردا على مطالب جمعيات المجتمع المدني بمدينة الزهور، أن لجنة إقليمية مختلطة زارت المحطة الحرارية بالمحمدية ومواقع تصريف المقذوفات السائلة، كما جرى إحداث لجنة تضم وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة والمكتب الوطني للماء والكهرباء من أجل تتبع تطورات هذا الملف وإيجاد الحلول الملائمة والدائمة، حسب المصدر نفسه. وأضحت مياه بحر المحمدية، الذي يعد قبلة لساكنة المدينة وساكنة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء وجماعة الشلالات وغيرها خلال هذه الأيام، سوداء بسبب الغبار الأسود الذي يجتاح المدينة الناتج عن الدخان المتطاير من المحطة الحرارية التي توجد وسط البحر. واستنكرت فعاليات جمعوية بمدينة الزهور ما آلت إليه الأوضاع، دون تدخل الجهات المعنية؛ وهو الأمر الذي سيصيب المواطنين الراغبين في الاستجمام بالشاطئ بأمراض خطيرة نتيجة هذا التلوث. وأكد الكاتب العام للمكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان لعمالة المحمدية، في تصريح لهسبريس، أنه بعد إغلاق محطة "سامير لتكرير البترول" التي كانت تتهم بتلويث المدينة تعيش هذه الأخيرة "تحت القصف المتواصل من الدخان والغبار الأسود جوا برا وأخيرا بحرا، وقد تم تحديد المتسبب في هذه الحرب الكيميائية والذي حدد في المحطة الحرارية التابعة ل"سنيب". وتعتبر فعاليات المجتمع المدني أن هذا الغبار الأسود ينضاف إلى باقي مصادر التلوث بالمدينة؛ وهو ما يجعلها قنبلة بيئية موقوتة، ويجعل الساكنة تعاني أمراضا صحية خطيرة، خاصة أن شركات عدة تطلق انبعاثات خطيرة أسهمت في إصابة العديدين بأمراض مزمنة.