يبدو أن مدينة المحمدية كتب لها أن تعيش على وقع تلوث خطير يهدد صحة سكانها وزوارها وينغص عليهم حياتهم، دون أن تتحرك الجهات الوصية على قطاع البيئة لوضع حد لذلك، مكتفية بتقديم الوعود. فقد تفاجأت الساكنة، أمس السبت، من جديد، ببروز مادة سوداء بشاطئ المركز؛ الأمر الذي يهدد الصحة العامة ويعرضها للخطر. وتساءل عدد من النشطاء الجمعويين بالمدينة عن سر ظهور هذه المادة السوداء، وعن الجهة التي تقف وراء تصريفها في عرض البحر. واعتبر النشطاء الذين تحدثت إليهم هسبريس أن بروز هذه المواد السوداء في شاطئ المركز يشكل خطرا على المواطنين، مطالبين السلطات، وعلى رأسها الوزارة المختصة بالبيئة، بالتدخل العاجل قبل وقوع كارثة. وانتقل إلى عين المكان، بحسب ما أكده عدد من النشطاء الجمعويين، رئيس المجلس الجماعي لمدينة المحمدية، حسن عنترة، الذي لاحظ خطورة المواد السوداء على الشاطئ. وأجرى النشطاء الجمعيون الغاضبون من الوضع البيئي، رفقة رئيس المجلس، اتصالا هاتفيا بوزير الطاقة والمعادن، عبد العزيز الرباح، وكاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، نزهة الوافي، اللذين وعدا بفتح تحقيق في الموضوع. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تلويث مياه البحر بمواد سامة سوداء؛ إذ سبق أن شهد شاطئ المركز صيف السنة الماضية تلوثا مماثلا أثار احتجاجات عارمة بالمدينة. وكانت عناصر تابعة لفرقة الشرطة البيئية قد فتحت تحقيقا في الموضوع، وقفت من خلاله على ظهور بقع سوداء على مساحة تقدر بحوالي 4000 متر مربع من الجهة الغربية للشاطئ المحاذي للميناء. وسبق لكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ردا على مطالب جمعيات المجتمع المدني بمدينة الزهور، أن أكدت على أن لجنة إقليمية مختلطة زارت المحطة الحرارية بالمحمدية ومواقع تصريف المقذوفات السائلة، كما جرى إحداث لجنة تضم وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة والمكتب الوطني للماء والكهرباء من أجل تتبع تطورات هذا الملف وإيجاد الحلول الملائمة والدائمة، حسب بلاغ سابق صادر عن الوزارة.