في الوقت الذي تتوج فيه بعض الشواطئ بجهة الدارالبيضاء باللواء الأزرق لمرات متتالية، يبحث شاطئ المحمدية هذه الأيام عمن يخلصه من غبار ملوث أسود. فقد أضحت مياه المحيط الأطلسي، التي تعد قبلة لساكنة المدينة وساكنة سيدي البرنوصي بالدارالبيضاء وجماعة الشلالات، وغيرها، سوداء خلال هذه الأيام، بسبب الغبار الأسود الذي يجتاح المدينة الناتج عن الدخان المتطاير من المحطة الحرارية التي تتواجد وسط الفضاء البحري. واستنكرت فعاليات جمعوية ب"مدينة الزهور" ما آلت إليه الأوضاع دون تدخل الجهات المعنية، الأمر الذي سيصيب المواطنين الراغبين في الاستجمام بالشاطئ بأمراض خطيرة نتيجة هذا التلوث. واعتبر الكاتب العام للمكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان لعمالة المحمدية، في تصريح لهسبريس، أنه بعد إغلاق محطة "سامير" لتكرير البترول، التي كانت تتهم بتلويث المدينة، تعيش المحمدية "تحت القصف المتواصل من الدخان والغبار الأسود جوا وبرا وبحرا، وقد تم تحديد المتسبب في هذه الحرب الكيميائية وهو المحطة الحرارية التابعة لسنيب". وانتقد المتحدث تقاعس السلطات والمنتخبين بالمدينة لحماية الساكنة من الوضع الذي يعيشونه، وقال: "يبدو أن السلطات وكذا المنتخبين لازالوا يتقاعسون في التدخل لوقف هذا الخراب البيئي وإنصاف السكان من هذا الظلم والجور الذي طالهم لمدة ليست بالقصيرة، والذي دفعوا ثمنه من جيوبهم وصحتهم وحتى أرواحهم"، داعيا، في هذا الصدد، الساكنة إلى "تحمل مسؤوليتها، وبشكل انفرادي، والدفاع عن حقها الدستوري المتمثل في العيش في بيئة سليمة". من جهته، اعتبر الحسين الحمزاوي، رئيس جمعية البديل للمنصورية، أن الوضع البيئي بالمحمدية "أضحى اليوم كارثيا وخطيرا بسبب الغبار الأسود الذي لم يسلم منه البحر أيضا"، مشددا، في اتصال هاتفي مع هسبريس، على ضرورة "تحرك الفاعل المدني لتحديد مصدره لوضع الخطوات الضرورية لمواجهة الأمر". ودق نشطاء المجتمع المدني ناقوس الخطر، لاسيما وأن الغبار الأسود تكاثر بشكل لافت للانتباه؛ إذ لم يعد مقتصرا فقط على تلويث أسطح المنازل والسيارات، ووصل حتى مياه البحر. ومن المنتظر أن ينظم نشطاء المجتمع المدني بالمحمدية، في الأيام المقبلة، وقفة احتجاجية لمطالبة السلطات بالتدخل العاجل لوقف هذا التلوث الذي يضرب المدينة. وسبق لفعاليات جمعوية أن نظمت وقفة احتجاجية تعد الأولى من نوعها حول هذا الغبار الأسود، شارك فيها أعضاء من المجلس البلدي لمدينة المحمدية، يتقدمهم رئيس المجلس الجماعي مصطفى عنترة، تعبيرا عن وقوف المنتخبين في صف الساكنة. وتعتبر فعاليات المجتمع المدني أن هذا الغبار الأسود ينضاف إلى باقي مصادر التلوث بالمدينة، ما يجعل منها قنبلة بيئية موقوتة، ويجعل الساكنة تعاني من أمراض صحية خطيرة، خاصة أن شركات عدة تطلق انبعاثات خطيرة ساهمت في إصابة العديدين بأمراض مزمنة.