يبدو أن التلوث البيئي والانبعاثات السامة لم تعد مقتصرة على مدينة المحمدية، إذ تشهد عدد من الجماعات المجاورة لها تلوثا كبيرا يؤثر على صحة المواطنين، ويمنع الراغبين في "الهروب من مدينة الزهور" من الاستقرار بها. فإذا كانت جماعتا زناتة والشلالات تعرفان نسبة كبيرة من التلوث، فإن قيادة سيدي موسى المجدوب لم تسلم ساكنتها من التلوث الناجم عن تصاعد الدخان من مداخن بعض المعامل التي تشتغل تحت أعين السلطات المحلية والإقليمية. وعبرت ساكنة سيدي موسى المجدوب عن غضبها وتذمرها مما آل إليه الوضع في الأيام الأخيرة، نتيجة تزايد الدخان المتصاعد من أحد معامل الآجر، ليل نهار، دون أي اكتراث بصحة المواطنين. وأكد ناشطون بالجماعة المذكورة أن الدخان المتصاعد من معمل الآجر بات يسبب اختناقات للمواطنين، ومن شأنه أن يعمق إصابتهم بأمراض متنوعة، على رأسها الربو؛ ناهيك عن كون روائحه تصل إلى حدود حي الفتح بجماعة بني يخلف المجاورة. وشدد هؤلاء على أن الشركة المعنية بالأمر تشتغل بواسطة الفحم الحجري ومادة الفيول السامة، وفي غياب تام لأي مراقبة، وهو ما يؤثر على صحة المواطنين بشكل مستمر، وسيخلف أزمات صحية على المدى القريب. واستغرب عدد من الفاعلين بمدينة المحمدية صمت السلطات العاملية عما يجري بالمنطقة، وكذا تقاعس السلطات المحلية عن التدخل وإلزام الشركة باحترام المعايير البيئية، لاسيما أن المغرب بات منخرطا تحت قيادة الملك محمد السادس في المجهودات الدولية لاحترام البيئة، والتي كللت بتنظيم المملكة قمة المناخ "كوب 22" بمراكش. وقرر سكان المنطقة، حسب ما نقلته مصادر محلية لجريدة هسبريس، مراسلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها الأميرة للا حسناء، "في حالة ما لم تتدخل السلطات العاملية لوقف هذا التلوث الخطير". وتعرف عدد من مناطق المحمدية مظاهر تلوث حادة، إذ تنبعث بين الفينة والأخرى بالمدينة روائح كريهة، إلى جانب الغبار الأسود الذي سبق للفاعلين الجمعويين التحذير منه عبر وقفات احتجاجية.