خرجت فعاليات المجتمع المدني بالمحمدية، مساء الجمعة، للتنديد بالوضع البيئي الذي تعرفه مدينة الزهور، خاصة بعد انتشار انبعاثات وسموم المعامل الصناعية، وعلى رأسها المحطة الحرارية للكهرباء، في سماء المدينة وضواحيها. وعرفت الوقفة الاحتجاجية، المنظمة بساحة الحسن الثاني على مقربة من عمالة المحمدية، مشاركة العديد من الجمعيات والنساء والأطفال الذين حضروا من مناطق مختلفة بالمدينة وكذا بالدواوير المجاورة لها والقريبة من مكان هذه الانبعاثات الغازية. وحمل الحاضرون، في وقفة سميت ب"6 أكتوبر"، المسؤولين على الصعيدين الإقليمي والوطني مسؤولية ما يقع بالمدينة من انتشار الغبار والوضع الكارثي الذي تعيشه؛ وهو ما أصبح يشكل خطرا على الساكنة. وردد المحتجون، في هذه الوقفة التي عرفت مشاركة الأطفال وهم يحملون لافتات تدين هذه الشركات، شعارات من قبيل: "خنقتونا، خنقتونا.. بالغبار قتلتونا"، "هذا عيب هذا عار.. صحتنا في خطر". الناشطة الجمعوية الشعيبية علوان، المصابة بمرض السرطان، أصرّت على أن تشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية، للتأكيد على أن الغبار الأسود يقتل يوميا الساكنة دون تدخل للجهات الوصية، مشيرة إلى أن الجميع معني بما يقع في مدينة الزهور. وقالت علوان الشعيبية، العضو بجمعية حدائق الزهور 2 بالمحمدية، في تصريحها لهسبريس: "بالرغم من مرضي بالسرطان، أنا هنا رفقة ابني المصاب بالحساسية لنحتج على هذا الوضع واستمرار انبعاث الغبار الأسود". وأردفت المتحدثة نفسها بالقول: "شخصيا، لا أستطيع، بسبب طبيعة مرضي، تحمل الوضع. ومن ثمّ، أكون مضطرة إلى استعمال كمامات لمعاناتي من ضعف المناعة، خاصة حين أكون متجهة إلى الطبيب للعلاج". من جهتها، تحملت امرأة في الستينيات من عمرها، تقطن بدوار لشهب ضواحي المدينة والموجود بالقرب من المحطة الحرارية التابعة للمكتب الوطني للكهرباء، عناء التنقل من هناك إلى مركز المدينة من أجل أن تشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية. تقول هذه السيدة، التي كانت مرفوقة ببعض النساء من الدوار نفسه، في حديثها لهسبريس: "أصبنا بالمرض بسبب الغبار المنبعث من المحطة، ونتوفر على الوثائق الطبية التي تؤكد ذلك"، ثم تردف: "تمحنا مع هدشي في صحتنا، كلشي مريض، ولا من يبالي بنا". لا تقتصر معاناة سكان الدوار الذي تقطن به هذه السيدة، بحسبها، على المرض إثر استنشاق الغازات السامة كل يوم؛ بل إن معاناتهم يتجاوزه إلى "الغسيل، إذ نجد الملابس سوداء بسبب الغبار، حتى "الكديد" في عيد الأضحى لم نستمتع به لأنه تلوث بذلك". ويطالب سكان مدينة المحمدية المحتجون بتفعيل الميثاق الوطني والدولي للتنمية المستدامة، لحماية محيطهم البيئي من التلوث الهوائي والغبار الأسود المنبعث من كبريات الشركات الموجودة بالمدينة وضواحيها. وعبّرت الجمعيات، في بيان لها، عن استنكارها لصمت السلطات المختصة؛ على رأسها المجلس البلدي وعمالة المحمدية، مطالبين بإيفاد لجنة وزارية للوقوف على ما آلت إليه الأوضاع الكارثية والبيئية في مدينة كانت تسمى ب"مدينة الزهور".