عاد من جديد مشكل الغبار الأسود الذي طالما أرق ساكنة مدينة المحمدية للبروز بشكل لافت للانتباه خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي أثار غضب المواطنين والفعاليات الجمعوية المحلية. وتفاجأ العديد من المواطنين في مدينة الزهور بظهور انبعاثات جديدة للغبار الأسود من داخل المحطة الحرارية، بعدما توقفت لمدة طويلة، وأبدوا تخوفهم من عودة المحطة إلى استخدام مادة "الشاربون" بدل "الفيول" التي تنتقل روائحها ومخلفاتها إلى وسط المدينة. واستنكر نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي بالمحمدية عودة هذا الغبار الأسود، مطالبين السلطات العاملية والجهات الوصية بالتدخل السريع لوقف ذلك، لما فيه من تأثير على صحة المواطنين. واستغرب فاعلون جمعويون وحقوقيون في المدينة صمت المنتخبين بالمجلس الجماعي والبرلمانيين الممثلين للمنطقة، في الوقت الذي يعاني فيه السكان من هذه الانبعاثات. وقال سهيل ماهر، محام عضو المكتب السياسي لحزب البيئة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "نحن ضد هذه الانبعاثات التي تضر بالمواطنين في مدينة المحمدية، وعلى المسؤولين عن المحطة الحرارية الجلوس إلى طاولة الحوار مع الفعاليات الجمعوية والحزبية والمواطنين لإيجاد حل لهذا الوضع". وأضاف المحامي والناشط السياسي ذاته أن ساكنة المحمدية "لن تسكت على هذا الأمر، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، سنلجأ من جديد إلى مراسلة الجهات المعنية، وتنظيم وقفات احتجاجية على غرار السنوات الماضية حتى تعود الأمور إلى نصابها". وتتسبب هذه الانبعاثات التي تصدر من المحطة الحرارية بالمحمدية في إصابة العديد من المواطنين بالربو والحساسية وغيرها من الأمراض الجلدية والصدرية خصوصا، بسبب الغبار الأسود المنبعث منها، حيث صار العشرات من المواطنين زبناء "مقيمين" لدى العديد من الأطباء في الدارالبيضاء من جراء ذلك. ويعد دوار لشهب أكثر الأحياء تضررا من هذه الغازات السامة، حيث سجل العديد من المواطنين القاطنين به إصابتهم بأمراض نتيجة ذلك، الشيء الذي يثير مخاوفهم على صحتهم وعلى صحة ومستقبل فلذات أكبادهم إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه. وكان نشطاء جمعويون بمدينة المحمدية قد خاضوا، خلال السنتين الماضيتين، احتجاجات ضد هذه الانبعاثات وهذا الغبار الأسود، دفعت المحطة الحرارية إلى تقليص استخدامها لمادتي "الشاربون" و"الفيول".