لا يزال التلوث الهوائي الذي تعرفه مدينة المحمدية يخرج السكان من أجل الاحتجاج والتعبير عن غضبهم من استمرار الوضع على ما عليه في ظل "تخاذل" السلطات عن التحرك دفاعا عن المواطنين. وخرج سكان المدينة، التي سميت ب"مدينة الزهور"، للاحتجاج مساء يوم السب أمام القصبة، مرددين شعارات تعبر عن استياء المواطنين من الغازات السامة التي تلوث سماء المدينة وتتسبب في اختناقات وضيق تنفس لعدد منهم. وصدحت حناجر المحتجين ممثلي جمعيات المجتمع المدني بشعارات مستنكرة هذا الوضع البيئي الخطير من قبيل "اخنقتونا.. اخنقتونا، بالغازات السامة قتلتونا". وقال سهيل ماهر، المحامي والناشط الجمعوي بالمدينة، في تصريحه لجريدة هسبريس، إن خروج السكان للتنديد بالوضع الذي وصلت إليه المحمدية جراء التلوث الذي تعاني منه الهدف منه "توجيه الرسالة إلى مسؤولي المدينة والمتمثلين في سلطة الوصاية، على رأسها عامل العمالة، والهيئة المنتخبة في شخص رئيس المجلس البلدية ومندوبية الصحة قصد الوقوف على حقيقة الأمر"، منوها بكل من شارك في إيصال صوت السكان إلى هاته الجهات سالفة الذكر. ودعا المتحدث الجهات الوصية إلى "التعجيل بتحريك المساطر الإدارية والقانونية في مواجهة الشركات الخارقة للقانون والتي تعبث بصحة المواطن الفضالي". وعرفت الوقفة الاحتجاجية على هذا الوضع البيئي، الذي يصفونه بالخطير، مشاركة مجموعة من الأطفال، واضعين أكماما على وجوههم رافعين شعار "خنقتونا"، تعبيرا منهم عن أن جميع شرائح المجتمع بمن فيهم الصغار يعانون من هذا الوضع الكارثي. الوقفة الاحتجاجية ليست هي الأولى من نوعها، إذ سبقتها وقفات مماثلة؛ فقد خرجت جمعيات، في السادس أكتوبر الماضي، للاحتجاج بعد انتشار انبعاثات وسموم المعامل الصناعية، وعلى رأسها المحطة الحرارية للكهرباء في سماء المدينة وضواحيها. ويطالب السكان المحتجون بتفعيل الميثاق الوطني والدولي للتنمية المستدامة، من أجل حماية المحيط البيئي لمدينة المحمدية من التلوث الهوائي والغبار الأسود المنبعث من كبريات الشركات الموجودة بالمدينة وضواحيها.