شرع الفرنسيون في الإدلاء باصواتهم، صباح اليوم الأحد، في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشح الوسطي الليبرالي إيمانويل ماكرون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن المعارضة للاتحاد الأوروبي وتتميز هذه الانتخابات بغياب اليسار واليمين التقليديين، ممثليْن في الحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري عن الدورة الثانية لأول مرة بفرنسا منذ قرابة ستين عاما. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تغلق أبوابها في الثامنة مساء في المدن الكبرى وفي السابعة في غيرها. وكان الناخبون في بعض الأراضي الفرنسية عبر البحار في الأمريكيتين والمحيط الهادئ قد أدلوا بأصواتهم يوم أمس. وأشارت آخر استطلاعات للرأي قبل انطلاق الانتخابات إلى تفوق ماكرون على لوبان بفارق يتراوح بين 26% و23%. وحصل وزير الاقتصاد السابق على دفعة قوية بسبب أدائه الواثق خلال مناظرة تلفزيونية الأربعاء الماضي مع لوبان. ولم يتضح بعد ما اذا كان الهجوم الإلكتروني الكبير والمنسق على حملة ماكرون، الذي تسربت خلاله رسائل إلكترونية ووثائق، سيكون له تأثير على تصويت اليوم. ويدعو ماكرون المؤيد القوي للاتحاد الأوروبي إلى إجراء إصلاحات اقتصادية يصاحبها الاستثمار في التدريب، كما يأمل في تشكيل أغلبية سياسية وسطية جديدة. ووعدت لوبان بإعادة العمل بالعملة الوطنية بدلا من اليورو، وإعادة هيكلة الاتحاد الأوروبي كائتلاف لدول ذات سيادة، أو الانسحاب تماما من الاتحاد، علاوة على حماية حقوق العمال ووقف الهجرة. وسيتسلم المرشح الفائز السلطة رسميا من الرئيس المنتهية ولايته فرانسوا هولاند يوم الرابع عشر من مايو الجاري. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في فرنسا نحو 7ر45 مليون ناخب، بينما يحق لنحو 3ر1 مليون مواطن فرنسي آخر يعيشون في الخارج التصويت في السفارات الفرنسية. وتنظم الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية وسط إجراءات أمنية مشددة، مع نشر نحو 50 ألف شرطي ودركي وجندي في ظل حالة الطوارىء السارية منذ 2015 والاعتداءات الإرهابية التي أوقعت 239 قتيلا في فرنسا.