شرع الناخبون الفرنسيون في الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد في الدور الأول من انتخابات رئاسية، تعتبر في رأي المراقبين حاسمة لمستقبل الاتحاد الأوروبي، فيما يقول آخرون إنها قد تغير وجه القارة لعجوز بأكملها. وانطلقت عمليات التصويت على الساعة الثامنة صباحا في كافة أرجاء "بلاد الأنوار" وسط تدابير أمنية مشددة، بعد ثلاثة أيام على الاعتداء في شارع الشانزيليزي في باريس الذي أدى إلى مقتل شرطي. ومن أصل 11 مرشحا يتنافسون في الدور الأولى من الانتخابات، تشتد المنافسة بين أربعة منهم يتصدرون نوايا الأصوات حسب استطلاعات الرأي، وفي طليعتهم الوسطي الشاب إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، يتبعهما بفارق طفيف المحافظ فرنسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون. ومن المتوقع نشر أول نتائج لاستقصاءات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم بعد إغلاق آخر مراكز الاقتراع في الثامنة من مساء اليوم. ومن المقرر أن تبدأ لاحقا وزارة الداخلية إعلان النتائج الأولية مع بدء فرز الأصوات. وسيتواجه المرشحان اللذان سيتصدران نتائج الدور الأول في الدور الثاني المقرر اجراؤه في السابع من ماي المقبل. وتفيد استطلاعات الرأي ان ربع عدد الناخبين من اصل 47 مليونا لم يحسموا بعد في اختيارهم. كما ستلعب نسبة المشاركة دورا كبيرا في تحديد هوية الفائزين. وينتخب الرئيس الفرنسي بالاقتراع العام المباشر على مرحلتين مع نظام يعتمد الأغلبية المطلقة، وذلك لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وينبغي أن يحصل المرشح على الأغلبية المطلقة من الأصوات التي يتم الإدلاء بها في دورة أو دورتين للفوز، أيا كانت نسبة المشاركة في التصويت. ولا تعترف فرنسا بالبطاقات البيضاء التي يبدي الناخبون من خلالها رفضهم الاختيار بين المرشحين. وعملا بقانون صادر عام 2014، يتم احتساب البطاقات البيضاء على حدة، بمعزل عن البطاقات اللاغية، وتدرج بصفتها تلك في محاضر مكاتب التصويت، غير أنه لا يتم الأخذ بها لدى احتساب الأصوات. وهذه هي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حال الطوارئ التي أعلنت إثر اعتداءات 13 نوفمبر 2015. ووفقا لبيانات وزارة الداخلية، يحق لنحو 7ر45 مليون ناخب التصويت داخل فرنسا، بينما سجل نحو 3ر1 مليون فرنسي يعيشون في الخارج للتصويت في السفارات الفرنسية.