بالتزامن مع موعد الانتخابات التشريعية التي جرت بالجارة الشرقية للبلاد، أقدمت القوات الجزائرية على قتل شاب صحراوي بمخيمات تندوف وإصابة آخر بجروح، جراء إطلاق الرصاص عليهما وهما يمران بإحدى المناطق المحاذية لكمين الجيش. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من داخل مخيمات اللاجئين بتندوف، فإن الأمر يتعلق بالشاب حفظ الله عبدو أحمد بيبوط، الذي لقي مصرعه ليلة الأربعاء الماضي عبر إطلاق نار من كمين غير معتاد جنوب مخيم السمارة للاجئين الصحراويين بينما كان يهم بنقل بعض المؤن إلى الرعاة هناك على متن سيارته، فيما أصيب شخص ثاني بجروح تم على إثرها نقله إلى المستشفى العسكري بتندوف. وأكد مصدر هسبريس أن الحادث جاء عقب الإجراءات التي وصفها ب"الاستثنائية" التي شهدتها المنطقة من أجل تأمين الانتخابات التشريعية؛ إذ أغلقت جل المنافذ لولاية تندوف ليظل اللاجئون الصحراويون محاصرين دون أية إعانة أو مؤن. وانتقدت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان هذا الحادث، مؤكدة أنها ليست المرة الأولى التي يقتل فيها الصحراويون القابعون في المخيمات برصاص الجيش الجزائري، قائلة: "ندين بأشد العبارات هذه التجاوزات ونحمل الدولة الجزائرية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم". وفي بيان تتوفر هسبريس على نسخة منه، طالبت الجمعية ب"إحالة مرتكبي وداعمي تلك الانتهاكات إلى المحاكمات العادلة وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني باعتبارها جرائم لا تسقط بالتقادم"، موجهة الدعوة كذلك إلى كل من منظمة غوث اللاجئين وبعثة المينورسو إلى "تحمل مسؤوليتها في حماية اللاجئين الصحراويين ضد أي تجاوزات من شأنها المس بالسلامة الجسدية لهم". وواصلت الجمعية الحقوقية قائلة: "تستمر الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الصحراوي بمخيمات اللجوء جنوبالجزائر، وعلى وجه الخصوص ما تتسبب به القوات العسكرية الجزائرية المتاخمة للحدود مع المخيمات، والتي لا تزال تمعن في زرع أشكال الرعب وعدم الاطمئنان، وتهديد السلامة الجسدية للمواطنين الصحراويين عبر الاعتداء والتعذيب والقتل والاختطاف، وهذه جرائم حرب بموجب القانون الدولي". وأكدت الجمعية أن الحادثة تعيد إلى الأذهان عمليات تصفية جسدية أخرى نفذها الجيش الجزائري، آخرها كانت بإحدى نقاط العبور إلى منطقة ولاية العيون بالمخيمات يوم 18 مارس 2017؛ حيث لقى الشاب الصحراوي كاري محمد عالي الوالي حتفه، وعملية يوم 5 يناير 2014، في منطقة وديان الطوطرات على الحدود الجزائرية الموريتانية، التي راح ضحيتها الشابان الصحراويان محمد عليين بيه وخطري حمدها خندود.