هي رسوم عملاقة تكرم النساء وأخرى مستوحاة من قصص أسطورية إغريقية، زيّنت واجهات بنايات العاصمة الرباط، وبثت الروح في جدران سكنها الغبار، شارك فيها عشرون فنانا من حضارات وبلدان مختلفة. هذا الحدث الفني، المنظم في إطار مهرجان "جدار.. لوحات الشارع"، الذي احتضنته العاصمة على مدى تسعة أيام، احتفى بالتعددية الثقافية وإحياء للتراث الشعبي التاريخي والمعاصر، بمشاركة فنانين من المغرب واليونان والمكسيك وإيطاليا وإسبانيا، حسب صلاح مالولي المدير الفني للمهرجان. على طول جدار شارع الحاج أحمد الشرقاوي أمام محطة القطار الرباط أكدال، قدمت الفنانة الكولومبية كليو لوحة جدارية تمثل امرأتين ترتديان أقنعة ملونة، قالت عنها: "إنها رموز القوة في بعض الثقافات، كالوشم المرسوم بوجه النساء". أما الفنان الإيطالي دانييل نيتي، فقد قدم بإحدى واجهات ثانوية عبد الصمد دينيا بشارع الجيش الملكي لوحة مستوحاة من قصة أسطورية إغريقية، تمثل تمساحا يحمل شجرة من التفاح الذهبي، وأدرج بها عناصر فنية حديثة. وبحي الفتح، اختار الفنان المكسيكي دافييد ريوشا، الذي يعتمد في إبداعاته على المنهج العلمي التجريبي، أن يقدم لوحة جدارية ضخمة، تكريما للنساء مستوحاة من حضارة المايا المعروفة بخصائصها المتميزة. وإيمانا من إدارة "جدار" بالعمل الجماعي، وضعت هذه الدورة منتزه التزلج "سكييت بارك"، بكورنيش الرباط، بكامله تحت تصرف ستة فنانين مغاربة شبه محترفين، بقيادة الفنان الإسباني أنطونيو ماريست. من جهة ثانية، قدم المهندس المعماري أنطونيو ماريست ورشات تكوينية بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية، تمكن خلالها طلبة المدرسة من تتبع تطور اللوحات الجدارية، والمشاركة في إعدادها. وفي السياق ذاته، قال مالولي إن "هذه الدورة كانت مميزة بالنسبة إلى الفنانين والطلبة المشاركين، وكذا الجمهور وسكان العاصمة الذين استطاعوا تتبع تطور اللوحات الجدارية ومشاركة لحظات ودية مع فناني الشارع بحي الفتح وبحي المحيط، مرورا بحي الرياض ومارينا الرباط".