التقى عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، صبيحة الأربعاء بمقر المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، أعضاء اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية بحضور مختلف الفاعلين؛ وذلك بهدف وضع برنامج عمل خاص بموسم 2017 لتلافي الحرائق الغابوية، خاصة أن فصل الصيف على الأبواب. وأكد الحافي أن المندوبية تشتغل حاليا وفق خطة تروم إخضاع كل كيلومتر مربع لتقييم المخاطر؛ وهو ما يُعدُّ مَكسبا وطنيا مهما، لافتا إلى أن السنة المنصرمة كانت سنة ممطرة مع غطاء نباتي مهم، ما يرفع مستوى الحذر، خاصة أن فصل الصيف الذي يعد منطلقا لحرائق الغابات على الأبواب، وفي ظل توقعات الأرصاد الجوية بدرجات حرارة مرتفعة هذا الصيف مقارنة مع المواسم المنصرمة. وعقب مرور سنة على إنشاء المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، وصف الحافي الخطوة بالمهمة والكبيرة في طريق تدبير المخاطر بالمغرب بصفة عامة، وخاصة مخاطر صحة الغابات، لافتا إلى أن المركز يعمل على التنسيق بين كل العمليات. وأوضح المتحدث، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، أن الحرائق تتطلب تنسيقا مُحكما بين كل الفرقاء انطلاقا من المندوبية السامية وصولا إلى الوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية والقوات الجوية الملكية وغيرهم، ما يتطلب معالجة خاصة للمعطيات المتعلقة بكل حريق على حدة، وكذلك عملية التدخل حسب نوعية الحريق والتضاريس وأنواع النباتات. وأبرز الحافي أن المركز أصبح ذا صِبغة تَكوينية بالمغرب، وبمثابة شبكة تدخل لإخماد الحرائق على صعيد البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية. كما بات المركز يُصدر الخبرة إلى عدد من الشركاء، وفق تعبير المتحدث. من جهته، قدم فؤاد عسالي، رئيس المركز المغربي لتدبير مخاطر حرائق الغابات، عرضا مفصلا يهم حصيلة حرائق الغابات لموسم 2016، موضحا أن 422 حريقا التهمت 2585 هكتارا قُدِّرت بنسبة 6 هكتارات للحريق الواحد، مسجلا ارتفاعا في عدد الحرائق بنسبة 10 في المائة، حيث ارتفعت من 415 إلى 455، بالمقابل، انخفضت المساحات التي اجتاحتها النيران ب23 في المائة، منخفضة من 3700 هكتار إلى 2850 هكتارا. وأشار عسالي، خلال اللقاء ذاته، إلى انخفاض مساحة التشكيلات الغابوية النبيلة التي اجتاحتها النيران إلى 45 في المائة، فيما انخفض متوسط المساحة المحروقة لكل حريق بنسبة 25 في المائة، لافتا إلى أن المغرب سجل أقل مساحة محروقة من الغابات بين دول البحر الأبيض المتوسط. وأوضح المتحدث أن المساحات التي التهمتها النيران على الأراضي المغربية بلغت 2585 هكتارا، بينما التهمت النيران بالبرتغال مساحة تقدر ب160 ألف هكتار تلتها الجزائر بمساحة 13 ألف هكتار، أما إسبانيا فاجتاحت فيها النيران 65 ألف هكتار من الغابات. وبخصوص برنامج العمل المتعلق بسنة 2017، فمن المنتظر أن تخصص المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر غلافا ماليا يقدر ب184.200 مليون درهم، سيتم توظيفها لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق، من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار، وتهيئة نقاط الماء مع الصيانة وإنشاء أبراج جديدة وغيرها من الإجراءات.