كشف المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي أن عدد الحرائق المسجلة على الصعيد الوطني خلال السنة الماضية وصل إلى 425 حريقا. وأوضح عبد العظيم الحافي ،أول أمس الثلاثاء بالرباط، على هامش افتتاح المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، أن هذه الحرائق همت 991 هكتارا حوالي 65 في المئة منها تتألف بالأساس من الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء. وكشف معطيات حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي» أن منطقة الريف (شفشاون - تطوان - طنجة - العرائش- وزان) تأتي في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق ب 147 حالة اندلاع حريق ومساحة 502 هكتارات التهمتها النيران، تليها المنطقة الشرقية (الناظور- بركان- تاوريرت) ب17 حالة حريق و203 هكتارات طالتها النيران، وأخيرا منطقة الشمال الشرقي ب45 حالة اندلاع حريق أتت فيها النيران على حوالي 90 هكتارا. وقال المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر في تصريح ل»الاتحاد الاشتراكي» أنه مقارنة بالعشر سنوات الماضية سجل انخفاض على مستوى المساحات التي اجتاحتها النيران تقدر ب 67 بالمئة، مشيرا إلى انه بالرغم من ارتفاع عدد الحرائق إلا أن ثمة انخفاض في المساحات المتضررة بسبب هذه الحرائق. وأضاف عبد العظيم الحافي أن الحد من اجتياح الحرائق لمساحات كبيرة وعدم وصولها إلى حد التهام نيرانها للأصناف الغابوية النبيلة، هو نتاج لتبني المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر مخططات التدخل تتلاءم وظروف المجال الغابوي وأيضا التنسيق المبني على التجارب الميدانية الذي يربط مختلف الفرقاء المعنيين والتي بكل تأكيد سوف تطعمها نظم التتبع للمركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية. وتم أول أمس الثلاثاء بالرباط، افتتاح مركز وطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية كبنية موجهة لتدبير مخاطر حرائق الغابات والأخطار التي تهدد الغطاء النباتي. ويعكس هذا المركز الذي أنجزته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر باستثمار مالي بلغ 9 ملايين درهم ، المجهودات الوطنية المبذولة قصد تعزيز كل الوسائل المتاحة للتدبير الأنجع وكذا السيطرة على حرائق الغابات والمحافظة على صحتها من الآفات. وكشفت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أنه» لأول مرة يتوفر المغرب على مركز لتدبير المخاطر حيث تتم تغطية كل مربع من التراب الوطني بمساطر تدبير حرائق الغابات والمتابعة الآنية للفرق والتدخلات وتطور الحرائق». ويهدف المركز الذي تم افتتاحه من قبل المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي بحضور سفير الولاياتالمتحدةبالرباط دويت بوش أيضا إلى تحسين الفعالية وكفاءة عملية التنسيق بين جميع الشركاء من أجل توفير المعلومات في الوقت المناسب حول الحرائق وصحة الغابات. وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أنه من المتوقع أن تقيم المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وشركائها خلال الأيام القليلة القادمة تدريبات الأرض - جو المتعلقة بمكافحة حرائق الغابات، وكذلك دورات أخرى مرتبطة بتنسيق التدخلات الجوية قصد ضبط نظم التواصل بين التدخلات الجوية وفرق التدخل والإخماد الأرضية وذلك بغية الرفع من نجاعة التدخلات الجوية أثناء إخماد الحرائق والتصدي لها بالوسائل الملائمة. وأشار المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن الإحصائيات الحالية تبين أنه مقارنة مع سنوات التسعينيات حيث كان الحريق الواحد يلتهم 16 هكتارا من الأصناف الغابوية النبيلة تتعدى المساحة الملتهمة اليوم 2.3 هكتارات ثلثها من الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء. وشدد المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر على أهمية التدبير الاستباقي الذي يهدف إلى تعميم مفهومي اليقظة والإنذار، ويقوم على ضمان تتبع التنوع البيولوجي بالمناطق الطبيعية، والوقاية ومكافحة حرائق الغابات، ومراقبة وتتبع الحالة الصحية للغابة وظاهرة التصحر.