خرج مجموعة من الطلبة المنحدرين من دائرة إملشيل، الذين يتابعون دراستهم بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، مؤازرين بعدد من الفاعلين الجمعويين، صباح اليوم الاثنين، للاحتجاج وتذكير حكومة سعد الدين العثماني بملف قضية حوامل إمشليل، التي أضحت قضية وطنية نظرا إلى العدد الكبير والمتزايد من الوفيات المسجل في أوساطهن. وتأتي هذه المسيرة الاحتجاجية، التي دعا إليها مجموعة من الطلبة المنحدرين من املشيل والمتعاطفين معهم، في إطار الاحتفال بعيد العمال، ورفعت خلالها شعارات قوية ضد سياسة الإقصاء والتهميش الممنهج للمناطق الجبلية عامة، ودائرة امشليل خاصة، وتحميل المسؤولية لوزارة الصحة إثر التزامها الصمت وسياسة الآذان الصماء. وندد المحتجون بالتهميش المقصود المفروض على دائرة امشليل، بإقليم ميدلت، وإهمال النساء الحوامل اللواتي يمتن في صمت، مؤكدين أن الأشكال النضالية التي خاضتها الجماهير الشعبية ضد الوزارة الوصية عن قطاع الصحة، خلال الأشهر الماضية، ستتكرر في الأيام القادمة، وبخطوات تصعيدية أكثر، لتذكير الحسين الوردي بأنه عاجز عن وقف نزيف الموت الذي يلاحق النساء الحوامل وصغارهن بمنطقة امشليل من حين إلى آخر، وفق الشعارات المرفوعة في هذه المسيرة. محمد احبابو، فاعل جمعوي بدائرة امشليل، قال إن "هذه المسيرة جاءت إثر التراجع الخطير في عدد المولدات بالمنطقة، بدون تقديم مبررات من طرف المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت"، مضيفا أن "الطلبة ارتأوا أن يكسروا الصمت بعد أقل من شهر على وفاة سيدة أخرى حامل بالمركز الصحي لدائرة امشيل، لتذكير وزير الصحة بأن نزيف الموت لم يتوقف بعد، وبأنه مطالب بالتدخل العاجل والفوري، وتعيين طبيبة مختصة في التوليد وطبيب مختص في التخدير والإنعاش". وطالب المتحدث ذاته، في تصريحه لجريدة هسبريس الالكترونية، ب"ضرورة تجهيز المستشفى المحلي باملشيل بكل وسائل التدخل، وتعيين أطباء مختصين في التوليد والتخدير والإنعاش"، داعيا إلى الزيادة في عدد المولدات والعاملين في قطاع الصحة بدائرة املشيل، والرفع من حصة المنطقة من الأدوية باعتبارها منطقة فقيرة جدا، فضلا عن إعادة صيانة الطرق المؤدية إلى املشيل، خاصة الطريق الجهوية رقم 706 الرابطة بين الريش واملشيل، وفتح مسالك جبلية مؤدية إلى المداشر من أجل فك العزلة الخانقة عن السكان.