لا حديث بين شباب مدينة خريبكة، في الآونة الأخيرة، تزامنا مع موجة الحرارة التي تعرفها المنطقة، من جهة، واقتراب حلول فصل الصيف، من جهة ثانية، إلا عن المسابح المتوفرة في "عاصمة الفوسفاط"، ومدى صلاحيتها وقدرتها على استقبال محبّي السباحة، والراغبين في الترويح عن أنفسهم. ومن بين شباب مدينة خريبكة الذين عبّروا عن آرائهم حول المسابح أشار عبد الهادي حنين، رئيس جمعية مغرب المستقبل، إلى أن "توفر مدينة خريبكة على ثلاثة مسابح لا يلبي حاجيات مدينة غير ساحلية، وذات مناخ حار في فصل الصيف، مع العلم أن أحد المسابح الثلاثة خاص بأبناء العاملين في المجمع الشريف للفوسفاط". وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن المسابح المذكورة "غير مؤهلة بنيويا لاستقبال شباب المدينة"، مؤكدا أن "المسبح البلدي مغلق في وجه السكان منذ سنوات، ما يطرح مجموعة من علامات الاستفهام حول الأسباب وحيثيات الإغلاق، في ظل غياب فضاءات للترفيه، في وقت يلجأ أبناء العائلات الميسورة إلى المسابح الخاصة بالفنادق، رغم تكلفتها الباهظة". وطالب حنين بضرورة "تأهيل المسابح المتوفرة حاليا بمدينة خريبكة، والتفكير في إنجاز مشاريع ترفيهية متنوّعة؛ على أن تقدّم خدماتها للساكنة طوال السنة، عوض الاقتصار على الأفكار والمشاريع الموسمية المرتبطة أساسا بفصل الصيف"، مشدّدا على ضرورة "التفكير في إنشاء المسابح الجديدة في أطراف خريبكة، من أجل تخفيف الضغط على المرافق المتواجدة وسط المدينة". أما أحمد بلعباس، أحد شباب مدينة خريبكة، فأشار إلى أن "المسبح البلدي مغلق، والمسبح الثاني خاص بعائلات العاملين بالمجمع الشريف للفوسفاط؛ ما يعني أن مسبحا وحيدا يفتح أبوابه لاستقبال أعدادا كبيرة من الأطفال والشبان والعائلات"، مشدّدا في تصريح لهسبريس على أن الأوضاع في المسابح المذكورة "تتميّز بانعدام التنظيم والاحترام والمراقبة والانضباط". وأضاف المتحدث ذاته أن "تهاون المؤطرين يساهم بشكل كبير في خلق الفوضى، ودخول من هب ودب إلى المرفق"، مشيرا إلى أن "سكان مدينة خريبكة يستحقون مرافق في المستوى، كملاهي aquaparc مثلا"، وزاد: "مادام المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي عاجزين عن إنشاء ذلك النوع من المرافق، يُمكنهم على الأقل تقسيم المسبح المتوفر حاليا إلى جناح خاص بالذكور، وآخر خاص بالإناث، تفاديا لكل مظاهر قلة الحياء والاحترام". ومن جهتها، أوضحت ربيعة اطنينشي، نائبة رئيس المجلس الجماعي بخريبكة، أن "إغلاق المسبح البلدي راجع إلى المعاينة التي أجرتها لجنة مختلطة السنة الماضية، تبيّن خلالها أن عمق الأحواض من بين الأسباب التي أدّت إلى وقوع حوادث غرق، ليتقرّر إغلاقه في السنتين الماضية والحالية، في انتظار إعادة تأهيل المرفق وفق المواصفات المضبوطة". وأضافت المتحدثة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المجلس البلدي خصّص 250 مليون سنتيم، والمجمع الشريف للفوسفاط ساهم بمبلغ 250 مليون سنتيم أخرى، في إطار اتفاقية شراكة ثلاثية، يكون فيها المجلس الإقليمي مشرفا على المشروع، بحكم المسطرة المبسطة التي تسهّل الحصول على تلك الاعتمادات المالية من المجمع". وأكّدت اطنينشي، ضمن التصريح ذاته، أن "المجمع الشريف للفوسفاط ساهم بتلك القيمة المالية من أجل تخفيف الضغط على المسبحيْن الكبير والصغير، خاصة بعدما تداول الرأي العام الوطني، خلال فصل الصيف الماضي، صورا حول الاكتظاظ الذي عرفه أحد المسبحين"، مؤكّدة في الوقت ذاته أن "الاعتمادات المالية المرصودة من شأنها إعادة تأهيل المسبح البلدي، والفضاء المحيط به".