يضم كتاب "أحمد عبدالسلام البقالي.. الإبداع وإشراقاته" الواقع في 314 صفحة من القطع المتوسط، باقة من الدراسات المنتقاة حول التراث الثقافي الذي خلفه الفقيد البقالي في مختلف مجالات الإبداع الموزعة بين الشعر والقصة والمسرح وأدب الطفل وأدب الخيال العلمي والمقالة الاجتماعية والترجمة الأدبية. وجاء في تقديم الكتاب الصادر بتعاون مع مجلة "مواسم للثقافة والإبداع" أن الاحتفاء بالراحل أحمد عبدالسلام البقالي وإبداعاته يأتي بهدف "فتح الباب أمام تطوير المبادرات الراشدة لتنظيم الاشتغال على تراث الفقيد العزيز، تجميعا لمظان هذا التراث وتعميما لتداول نصوصه وتحليلا لسياقاته وتقييما لبناه ولأبعاده الفنية والجمالية والإنسانية". وحسب المصدر ذاته، فإن الجمعية تسعى إلى "ترسيخ اسم الراحل أحمد عبدالسلام البقالي داخل فضاء تربته الأصلية بمدينة أصيلة، وإلى تحويل تراثه الإبداعي إلى معين لا ينضب لاستلهام القيم الثقافية والإنسانية العميقة التي عكستها كتاباته المتعددة". ويتوزع الكتاب على عدد من المحاور همت بالخصوص فعاليات تأبين مدينة أصيلة للراحل، ودراسات ورؤى تأملية في تجربة الكتابة لديه، وعناصر من قراءاته الذاتية لتجربته، إضافة إلى البيبليوغرافيا الخاصة به. ومن ضمن المساهمين في هذا الكتاب: أسامة الزكاري، ومحمد العربي المساري، وعلي القاسمي، وأحمد هاشم الريسوني، ونجاة المريني، ومصطفى يعلى، وأحمد الطريبق، ومحمد الشدادي، ومحمد البوعناني. وأوضح رئيس جمعية ابن خلدون للبحث التاريخي والاجتماعي مصطفى زيان، أن هذا الكتاب يضم شهادات لباحثين وأقرباء وأصدقاء أحمد عبدالسلام البقالي في حق الراحل خلال حفل تأبينه الذي نظمته الجمعية في شتنبر المنصرم بأصيلة، وكذا بعض الدراسات التي تناولت إبداعات الراحل وسبق أن نشرت ضمن ملف خاص في أحد أعداد مجلة مواسم للثقافة والإبداع. وأكد زيان، أن هذا الإصدار يشكل نوعا من الاعتراف بما قدمه الراحل البقالي "ابن أصيلة" لهذه المدينة، مشيرا إلى أن الجمعية ستواصل احتفاءها بإبداعاته من خلال نشر كتاباته التي ما زالت مخطوطة. كما كشف زيان الذي أشرف بمعية أسامة الزكاري، على تنسيق هذا الكتاب، أن الجمعية قررت إحداث جائزة سنوية تحمل اسم "جائزة أحمد عبدالسلام البقالي لأدب الطفل وأدب الخيال العلمي"، تروم بالخصوص تشجيع الشباب على الكتابة في هذين المجالين الأدبيين اللذين برع فيهما الراحل. يذكر أن الأديب أحمد عبدالسلام البقالي الذي توفي يوم 30 يوليو/تموز 2010 عن سن يناهز 78 سنة، خلَّف عددا من المؤلفات في مجال أدب الطفل من قبيل رواية "الأمير والغراب" و"زياد ولصوص البحر" و"سر المجلد الغامض" و"المدخل السري إلى كهف الحمام" و"صابر .. المغفل الماكر". كما خلف الراحل أعمال شعرية هي ديوان "أيامنا الخضراء" إلى جانب ثلاثة دواوين للأطفال "أناشيد وأغاريد" و"نار المخيم" و"لن تقف المسيرة"، ومسرحية شعرية بعنوان "مصرع الخلخالي".